يدخل المنتخب الوطني لكرة القدم، انطلاقا من اليوم، «المنعرج» الأخير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية. حل «الأسود» بليبروفيل، وهم في «ثوب» المرشح للظفر باللقب، إلى جانب منتخبات غانا والكوت ديفوار والسنغال وتونس، في ظل غياب عدد من عمالقة القارة الإفريقية كمصر المتوجة بالألقاب الثلاثة الأخيرة، والكامرون ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وإذا كان المنتخب الوطني استعد لهذه الكأس بماربيا وسط هدوء غير مسبوق، إلا أن الصورة ستختلف عندما يبدأ في وضع اللمسات الأخيرة على تحضيراته بمدينة ليبروفيل، فالهدوء الذي كان بماربيا سيتحول إلى «صخب»، والتلاحم والانسجام الذي كان صهره في مرحلة التحضيرات سهلا، سيحتاج إلى جهد مضاعف مع انطلاقة المباريات، خصوصا أن اللاعبين سيدخلون مرحلة أخيرة، الخطأ فيها ممنوع، وأي خلل مهما كان بسيطا يمكن أن يؤثر على لحمة المنتخب. كأس إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية، ستكون الأولى في مسار غيريتس، علما أن المدرب البلجيكي خاض مباراة واحدة رسمية بإفريقيا السمراء، وكانت أمام إفريقيا الوسطى في التصفيات، كانت امتحانا عسيرا بالنسبة له، خصوصا أنه كان ممنوعا عليه الانهزام، حتى لا يتوقف مسار المنتخب الوطني في التصفيات، ويقصى مبكرا، أما المباراة الثانية فكانت ودية أمام السنغال وفاز خلال بهدفين لصفر. لذلك، سيكون على غيريتس كقائد للمجموعة أن يحافظ على تلاحم المجموعة، وأن يساهم بخبرته في عبور كل المطبات. لقد أظهر المدرب البلجيكي تفاؤلا كبيرا بقدرة المنتخب الوطني على الظفر باللقب، كما أبدى ثقته الكبيرة في اللاعبين الذين استدعاهم، بل إن هناك ارتباطا إنسانيا معهم، وهو أمر يصب في مصلحة المجموعة. لكن معطيات الملعب، ستكون مغايرة، والبداية ستكون من مباراة تونس، التي سيكون عليها الظفر بها، لأن من شأن الفوز بها، أن يحفز اللاعبين على مواصلة التألق، خصوصا أن المباراة الثانية أمام الغابون البلد المنظم ستكون أشبه ب»الجحيم». أمام غيريتس، دورة 2004 عندما فاز الأسود في المباراة الأولى على نيجيريا وتمكنوا من بلوغ النهائي، وأمامه كذلك دورة مصر 2006 إذ خسر المغرب أمام الكوت ديفوار، لكنه اصطدم في ثاني مباراة بالبلد المنظم مصر، وتعادل لكنه خرج مبكرا بدون أن يحرز أي هدف. فهل سينجح غيريتس في أخد العبر وفي وضع المنتخب الوطني على «سكة الانتصارات»؟