فتح البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم الباب على مصراعيه أمام إمكانية رحيله والانتقال إلى فريق أو منتخب بديل. غيريتس في كل مرة يخرج فيها إلى الإعلام، لا يتردد في التأكيد أنه صفقة خاسرة للكرة المغربية، وأن ما يهمه هو مستقبله الشخصي، وليس مستقبل المنتخب الوطني الذي يتقاضى مقابل الإشراف عليه أزيد من ربع مليار سنتيم شهريا. أمس عاد الإعلام البلجيكي ليتحدث عن إمكانية تعاقد الاتحاد البلجيكي مع غيريتس ليخلف المدرب جورج ليكنس المستقيل من مهامه. ولأن غيريتس يظهر كما لو أنه متأكد من أن نتائجه مع المنتخب الوطني لن تكون جيدة، فإنه قال لإعلام بلاده إنه إذا كانت النتائج التي سيحققها المنتخب الوطني أمام غامبيا والكوت ديفوار سلبية، فإنه لا يعلم ما الذي سيحدث له، وأضاف:» الأمور يمكن أن تسير بشكل أسرع إذا كانت النتائج سلبية»، ثم ألمح إلى استعداده لتدريب منتخب بلجيكا براتب أقل مما يتقاضاه مع المنتخب المغربي. تصريح غيريتس الجديد جاء قبل أسابيع قليلة من مباراتي غامبيا والكوت ديفوار الحاسمتين في تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبدل أن يؤكد الرجل الذي قاد المنتخب الوطني إلى أسوأ مشاركة في تاريخه ضمن نهائيات كأس إفريقيا أنه يطمح لتصحيح أخطاء دورة الغابون والفوز في المباراتين المقبلتين، فإنه على النقيض من ذلك بدا كمن يهيء نفسه للرحيل، وتحدث بلغة «انهزامية» لا أثر فيها للتحفيز الذاتي ولا لتحفيز اللاعبين، وهو الأمر الذي لا يقوم به حتى المدربون المبتدؤون. لما جاء غيريتس إلى المغرب لأول مرة وتم تقديمه في ندوة صحفية بالصخيرات، قال الرجل إنه يراهن على التأهل لمونديال البرازيل 2014 وبلوغ الدور نصف النهائي. اليوم، بدا الرجل كمن يبحث عن الهروب من «المعركة» بعد أن اتضح له أنه لن يكون بمقدوره بيه «أوهام» جديدة للمغاربة. أما من يتحمل مسؤولية هذا «العبث» فليس غيريتس بطبيعة الحال، بما أنه مدرب يقوم بمهمته في جمع المال على أكمل وجه، ولكن يتحملها مسؤولو الجامعة الذين جاؤوا به في متحدين كل من طالبوا بعدم التعاقد معه، ويتحملها أيضا الذين قدموا له المنتخب المحلي كهدية عقب الإقصاء ليقوده في نهائيات كأس العرب، علما أن الرجل حينها قد يكون غادر المنتخب الوطني.