خرج البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم ليعلن في تصريحات صحفية جديدة، أنه سيجن إذا ما خسر مباراتي غامبيا والكوت ديفوار، المبرمجتين في يونيو المقبل، ضمن تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل. في التصريحات نفسها التي أوردتها «أورو سبور» ألمح المدرب البلجيكي إلى إمكانية رحيله في حالة فشله في المباراتين المقبلتين. لم تعد تفصل المنتخب الوطني عن مباراتي غامبيا والكوت ديفوار إلا مدة شهرين، وهي مدة قصيرة، مقارنة بحجم انتظارات المغاربة من هذه التصفيات، سيما أنهم يراهنون على بلوغ نهائيات كأس العالم بعد غياب عنها في الدورات الثلاث الأخيرة. بدل أن يتحدث غيريتس عن برنامج عمله للفترة المقبلة، والطريقة التي سيتولى بموجبها تدبير المرحلة الفاصلة، وغياب التنافسية لدى عدد من اللاعبين، فإن غيريتس الذي بدا كمن يستعد للرحيل بترويج اسمه من جديد في الصحافة الأوربية، اختار أن يتحدث عن «الجنون» الذي سيصيبه في حالته خسارته للمباراتين المقبلتين، وكذا «الغباء» الذي سيتهم به إذا لم يتجاوز امتحانهما. إن تصفيات كأس العالم 2014 محطة فاصلة بالنسبة للمنتخب الوطني، وعدم التأهل للنهائيات والإقصاء مبكرا سيكون «كارثة» كروية جديدة سيصعب تقبلها، خصوصا في ظل الهالة التي أحيط بها المدرب غيريتس لدى تعاقده مع المنتخب الوطني، والتي بدا معها وكأنه يملك عصا سحرية سيقول بموجبها للنتائج كن فتكون. لذلك، فإن تصريحات غيريتس والحديث عن الجنون الذي سيصيبه لن تقدم ولن تؤخر، فالجنون الحقيقي هو أن لا يستفيد المنتخب الوطني ومدربه على وجه الخصوص من أخطائه السابقة، سواء على مستوى برنامج تحضيراته لنهائيات كأس إفريقيا، أو طريقة تعامله مع المباريات أو اختياراته للاعبين التي بدا أن لا منطق يحكمها، إلا ما كان من منطق العاطفة تجاه بعض اللاعبين. الجنون الحقيقي هو أن ينص العقد الذي يربط الجامعة بغيريتس على تأهله إلى نهائيات كأس العالم، ثم يرفع المدرب السقف عاليا بحديثه عن رغبته في الوصول إلى المربع الذهبي، قبل أن يتراجع عن ذلك ويشرع في إبداء مخاوفه من عدم الفوز في المباراتين الأوليتين. تصفيات كأس العالم مسلسل طويل من «العراك الكروي» ومن المفاجآت والمطبات، وإذا لم يدرك المدرب غيريتس هذا الأمر، ولم يدرك كذلك أن خوض التصفيات يحتاج إلى مجموعة متجانسة ومتلاحمة وإلى إرادة صلبة للمدرب واللاعبين، فإن «حلم» التأهل سيتحول إلى سراب، تماما كما تحول «حلم» إحراز كأس إفريقيا بالغابون إلى «كابوس».