انتهت رحلة المنتخب الوطني المغربي في أمم أفريقيا 2012 التي تنظمها غينيا الاستوائية والغابون مناصفة، بعد أن تلقى منتخبنا، المرشح للقب قبل بدء البطولة، هزيمتين متتاليتين أمام كل من تونس (2-1) والبلد المضيف الغابون( 3-2) ليكشف المستور ويتبخر الوهم في أننا بات لنا منتخب قوي يقهر كل منتخبات القارة السمراء، عربها وسمرها، ويعيد الأمجاد بالعودة بالكأس الأفريقية. صفعة قوية لكنها مستحقة لمنتخب بلا روح ولا عزيمة، بدت ملامحها مباشرة بعد مباراة الجزائر التي أوهمتنا أنه أصبحا لدينا منتخبا قويا، لكن مباراة أفريقيا الوسطى في بانغي ومباراة تنزانيا في مراكش وبعدهما كأس إلجي أكدت لمن يفقه أصول لعبة كرة القدم أن منتخبنا بعيد عن دائرة المنتخبات القوية وأنه مجرد منتخب مجتهد عاد قد لا يقوى على منتخبات أفريقية متطورة كالغابون والنيجر وبوتسوانا وغيرها ناهيك عن منتخبات كبيرة كتونس ومصر وغانا وكوت ديفوار ونيجيريا و الكاميرون وغيرها من المنتخبات الكبيرة التي منها من حضر في هذا الكان 2012 ومنها من غاب ظروف خاصة. لا أريد هنا أن أتباكى على منتخب بدا مفككا ولا أود أن أخوض في تفاصيل إدانة مدرب يفتقد إلى كل مقومات المدرب الكبير ويكفي أنه لم يدرب منتخبا وطنيا قط ولم يقد منتخبا حتى في كوكب زحل في حياته بل حتى في لعبة بلاي ستايشن، وأن المغرب هو من أعطاه هذا الشرف ومعه مقابل مادي قيل إنه ضخم، مع العلم أن أضعف المدربين الوطنيين لم يحقق نتيجة كارثية كهذه، بل أن المدرب الوطني أكد أنه قادر على تحقيق نتائج جيدة، حيث أن فاخر في 2006 على الأقل تعادل مع أقوى منتخبات القارة، فيلة كوت ديفوار، غلما أنه تسلم المنتخب أياما فقط فبيل الكان فيما تعملق الزاكي أمام كبار القارة وبلغ النهائي بجدارة واستحقاق. واليوم وأمام هذا الوضع الكارثي بعد وعود غيريتس ومعه من صدق وعوده من جامعة الفاسي الفهري، ألا يجدر بالجهازين الجامعي والتدريبي اتخاذ قرار شجاع أسوة بمن يحترمون أنفسهم وجماهير اللعبة في بلدهم ويقدمون استقال جماعية تريح الشعب من ضغط الدم وخيبات الأمل المتتالية، ومنح الفرصة لأناس من الوسط الكروي ولاعبين قدامى لتسيير شؤون اللعبة والاعتماد على سياسة التكوين السليم لأن المغرب بلد ولاد وشعبه يعشق الساحرة المستديرة ويتقن فنونها، وهو يصدر اللاعبين ولا يستوردهم مع شكرنا وتقديرنا لكل أبناء الجالية المغربية في كل بقاع العالم والمنتخب للجميع لكن ليس لمحترفي أوروبا فقط مهما كان مستواهم ودرجة تنافسيتهم على حساب اللاعب المحلي المهمش! نعم نريد أن يتحلى المسؤولون عن شؤون الكرة في بلادنا بالشجاعة وقدر عال من احترام مشاعر المغاربة ويقدمون استقالة جماعية أنا على يقين أن الشعب سيصفق لها ويشكرهم عليها، لأنه ليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر ونكرر الخطأ بل والأخطاء. لم أر في حياتي منتخبا مغربيا سيئا على النحو الذي ظهر به المنتخب الوطني المشارك في أمم أفريقيا 2012 ولا مدرب أسوأ من مدربنا الحالي السيد غيريتس ولا برنامج إعداد كبرنامج إعداد منتخبنا الوطني قبيل الكان في منتجع ماربيا الترفيهي الإسباني الذي يبدو أن نتيجته كانت واضحة فعلا وأنه فعلا حقق أهدافه من خلال اللياقة البدنية العالية التي ظهر بها لاعبونا الأشاوس! وقد تطرقت في مقال سابق ( رحلة الأسود بين منتجع ماربيا وأدغال ليبروفيل) إلى أن اختيار المعسكر لم يكن موفقا بالمرة حتى ولو ذهبنا إلى أبعد من الخروج صفر اليدين كما هو الحال الآن، وهي نتيجة منطقية؛ وأكررها هنا اليوم بعد الإقصاء وأقول لا بد من فتح تحقيق في اختيار المعسكر وبرنامج الإعداد من طرف الحكومة من خلال الوزارة الوصية لأن هذا فيه هدر للمال العام والحكامة السيئة بدلا من الحكامة الجيدة. كما أن برنامج المباريات الإعدادية للكان كان سيئا للغاية حيث اختار غيريتس اللعب مع فريقين سويسريين! فيما لعب منافسون تونس والغابون مباريات إعدادية قوية كالبرازيل بالنسبة للغابون وكوت ديفوار بالنسبة لتونس لأن بهذه المباريات الكبيرة يقاس المستوى وتعالج الأخطاء! وختاما أقول للجمهور المغربي كنت رائعا كعادتك ولم تقصر في أداء واجبك التشجيعي وكنت دائما في الموعد لكن مرة أخرى تجني خيبة أمل أخرى وتتلقى صفعة أخرى من منتخب ينافس بلا روح ولا قتالية ويخرج مدموما مدحورا من العرس الأفريقي، وإلى عرس أفريقي آخر وتستمر الخيبة وتستمر النتائج المخيبة للآمال وكل كأس أفريقيا ونحن على الأعصاب.