يتفق أغلب المتتبعين للشأن الكروي ببلادنا على أن مصير البلجيكي إيريك غيريتس بخصوص بقائه على رأس الإدارة للمنتخب الوطني بات مرهونا بالفوز على كوت ديفوار، في الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بالبرازيل، يأتي ذلك بعد التعادل المخيب للآمال أمام غامبيا بهدف لكل منهما، ضمن مباريات الجولة الأولى من التصفيات. لذا فإن مباراة كوت ديفوار هي آخر فرصة لغيريتس للبقاء في مهمته كمدرب للأسود، خاصة وأن الجماهير المغربية لم تنس الخروج «المذل» من منافسات أمم إفريقيا الأخيرة بغينيا الاستوائية والغابون، والتي خلفت خيبة أمل كبيرة بالنسبة لأنصار الفريق الوطني. وترددت العديد من الأقاويل بأن جامعة علي الفاسي الفهري فقدت الأمل في قدرة المدرب البلجيكي على تخطي عقبة كوت ديفوار، لذا فإن بعض المسؤولين بالجامعة بدؤوا في مهمة البحث عن مدرب جديد يقود «أسود الأطلس» في المرحلة المقبلة. وكما يقول المثل «مصائب قوم عند قوم فوائد»، ذلك ان التعادل أمام غامبيا أسعد كثيرا المسؤولين عن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، والذين كانوا قد اتصلوا في وقت سابق بغيريتس للإشراف على منتخب بلاده، لكنه تردد في ذلك بسبب تغيير الشمولي الذي طرأ على التركيبة البشرية «للشياطين الحمر»، وبالتالي تعيين الدولي السابق فيلموت مدربا مؤقتا. ولم يفقد الاتحاد البلجيكي الأمل وظل يطارد غيريتس، هذا الأخير الذي يبحث بدوره عن طوق نجاة لمغادرة قلعة الأسود، بالرغم من التصريحات التي أدلى بها ولازال يرددها لبعض وسائل الإعلام الدولية بأنه لن يغادر المغرب مهما كانت نتيجة مباراتي غامبيا وكوت ديفوار، لكن أي نتيجة ما عدا الفوز أمام منتخب «الفيلة»، فإنها ستكون الأخيرة بالنسبة له رفقة الفريق الوطني. يبدو أن غيريتس لن يتردد في قبول إخباره بالرحيل عن المنتخب المغربي، باعتبار أنه مع قرارة نفسه لم يعد يستحمل الضغوطات التي أصبحت تلازمه من طرف الجماهير الغاضبة التي فقدت الثقة كثيرا في المدرب البلجيكي وما مدى قدرته في قيادة الأسود نحو التأهل على مونديال بلاد «الصامبا». والغريب في الأمر هو التصريحات التي أدلى بها المدرب البلجيكي لصحيفة «هيت نيوز بلاد» الهولندية، والتي أكد من خلالها أنه سيواصل مهمته على رأس المنتخب المغربي، حتى في حال تحقيق نتيجة سلبية أمام غامبيا، باعتبار أنه سيكون واضحا جدا، ولا نية لديه لمغادرة المغرب، مهما كانت نتيجة المباراتين المقبلتين (غامبيا، وكوت ديفوار)، لأنه لم يتمم العمل الذي جاء من أجله إلى المغرب، وبالتالي لا يريد أن يغادر منصبه من الباب الصغير، ربما بهذا التصريح ستتوقف الإشاعات....». تأسيسا على ذلك، فغيريتس لا يريد أن يفرط في الراتب الشهري «السمين» الذي يحلم به كل المدربين الأجانب الذين يرغبون في الاشتغال ببلادنا، لكونه معفى من الضرائب، كما أنه يتقاضى ذلك بالعملة الصعبة، وبالتالي فاستقالته من تدريب المنتخب ستضيع عليه العديد من الامتيازات التي لم يستفد منها مدربون اشتغلوا قبله رفقة الفريق الوطني. لكن الأغرب من ذلك هو ما جاء في تصريحاته أنه لم يتمم المشروع الذي جاء من أجله إلى المغرب، ونحن بدورنا نتساءل عن هذا العمل الذي يحاول أن يفيد به كرة القدم الوطنية، خاصة أنه لم يستطع منذ قدومه إلى المغرب إلى تكوين فريق وطني قادر على مقارعة حتى المنتخبات المغمورة، فكيف له أن يتجاوز منتخبات من العيار الثقيل.. و كيف يمكن لغيريتس أن يزيل ملامح الصورة الضعيفة التي ظهر بها المنتخب الوطني أمام غامبيا، ويهيئ منتخبا بمواصفات قوية في ظرف زمني قصير مدته أقل من ستة أيام حتى يواجه منتخب زملاء ديديه دروغبا يوم السبت المقبل..