لم تجد جامعة علي الفاسي الفهري لكرة القدم أي حرج، وهي تملي شروطها على رشيد الطوسي، المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم. ولم تعل محيا أعضائها حمرة الخجل، وهم يوقعون مع الطوسي عقدا يمتد لسنة واحدة، من بين أهدافه التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 ونهائيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، علما أن الأمر يتعلق ب»تركة» للمدرب إيريك غيريتس، الذي قاد رفقة الفهري المنتخب الوطني إلى «الحضيض»، والسؤال الذي يجب أن يطرح اليوم، هو لماذا سمحت الجامعة لنفسها أن توقع مع غيريتس عقدا يمتد لأربع سنوات، بل ولم تلزمه بتحقيق أي شيء في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية، وعندما أقصي من الدور الأول خرجت لتدافع عنه، وعن اسمه، بل وقال كريم العالم عضو مكتبها الجامعي للصحفيين إن الجامعة جددت تعاقدها مع غيريتس لأن نيته حسنة، قبل أن تقود هذه «النية» الحسنة المنتخب الوطني إلى «الكارثة»، وهو يتلقى الخسارة تلو الأخرى، قبل أن تضع الهزيمة أمام الموزمبيق حدا لمسلسل غيريتس، دون أن تضع حدا لمسلسل العبث في الجامعة، وليعود مرة أخرى نفس كريم العالم ليقول باسم الجامعة إنها تعاقدت مع الطوسي لأنه لم يضع أي شروط. لماذا تبدو جامعة الفهري كريمة إلى أبعد الحدود، عندما يتعلق الأمر بالمدربين الأجانب، تمنح لهم كل الصلاحيات وتنتظرهم مدة قد تصل إلى تسعة أشهر، وتمنح لهم الكثير من المال، وعندما يتعلق الأمر بمدرب مغربي من شحم ولحم، «تبهدله» وتضع «العصا» في عجلته وتعترض على اختياراته، وتطالبه بتحقيق المستحيل. ألم يكن من الأفضل لو أن الجامعة تعاقدت مع الطوسي على أساس مشروع يمتد إلى 2015 التي ستشهد تنظيم المغرب لنهائيات كأس إفريقيا، وألم يكن من الأحسن لو وضعت كل الإمكانيات رهن إشارة المدرب الجديد، وإلى متى سيظل المدرب المغربي يقبل بمثل ظروف العمل المهينة هاته، دون أن يكون له الحق في أن «ينتفض» و«يقلب الطاولة على المسؤولين ويقول «اللهم إن هذا منكر»، وإلى متى سيظل «الواجب الوطني» جسرا يعبر من خلاله بعض المسؤولين ليحققوا أهدافهم الشخصية، ومتى سيأتي اليوم الذي ستكون فيه لبعض المدربين الشجاعة ليقولوا باسم الواجب الوطني إنهم لن يقودوا المنتخب الوطني في مثل هذه الظروف والشروط احتراما لأنفسهم وللمغاربة.