التزمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الصمت، عقب خسارة المنتخب الوطني أمام تنزانيا في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، وخروجه عمليا من سباق التأهل إلى المونديال، فإلى اليوم، لم يخرج أي مسؤول إلى العلن ليدلي بوجهة نظره، ويفسر للمغاربة سبب خيبة الأمل الجديدة هاته أمام منتخب تنزاني متوسط المستوى، لكنه رمى بالمنتخب الوطني إلى «الحضيض» وأسقط عنه آخر أوراق التوت، وكشف زيف الكثير من الادعاءات. منذ جاء علي الفاسي الفهري إلى جامعة الكرة في 16 أبريل من سنة 2009 «اختار» الرجل أن يبيع الوهم للمغاربة، فرغم أن تصفيات مونديال 2010 كانت قد انطلقت، فإنه حرص على التأكيد أن المنتخب الوطني الذي كان وقتها قد خسر أمام منتخب الغابون بهدفين لواحد بالدار البيضاء، سينافس على بطاقة التأهل ولن ينزل يديه وأن الحظوظ أمامه قائمة بقوة، وأنه «ماغادي يكون غير الخير» على حد قول الفاسي الفهري، لكن المنتخب الوطني بدل أن يتأهل إلى المونديال، فإنه أقصي بفضيحة، بل إنه تذيل المجموعة التي كانت تضم منتخبات الكامرون والغابون والطوغو، ولم يتمكن حتى من التأهل إلى كأس إفريقيا 2010 بأنغولا. ولما انتهى «كابوس» مونديال جنوب إفريقيا، كان علينا أن نستعد ل»كابوس» آخر يتعلق بمونديال 2014 بالبرازيل، الذي خرج منه المنتخب الوطني قبل أن يبدأ إجراء المباريات، لقد خرج منه، عندما أصرت الجامعة على الاحتفاظ بالبلجيكي إيريك غيريتس عقب خيبة الغابون 2012 في نهائيات كأس إفريقيا، ثم خرج منه مرة ثانية، عندما تلاعبت الجامعة بأعصاب المغاربة، واختارت المدرب رشيد الطوسي، فقط، لأنه لم يفرض أية شروط. إذا كان المنتخب الوطني اليوم، وصل إلى هذا المسوى من الانحطاط، وأصبح عاجزا عن الفوز على منتخبات من الدرجة الثالثة في إفريقيا، فإن ذلك لم يحدث لأن هناك أزمة مدربين أو لاعبين أو لغياب مراكز التكوين، أو غيرها من المبررات. لقد وصل المنتخب الوطني إلى هذا المستوى، لأن جامعة علي الفاسي الفهري الموقرة غير صالحة لإدارة دفة التسيير، ولأن هم الكثير من أعضائها ليس مصلحة الكرة المغربية، ولكن مصالحهم الشخصية، ولأنه مازلنا نعيش في هذه الجامعة على إيقاع تعيينات رؤسائها، ولأنه مازال لدينا رئيس بدل أن يحزم حقائبه ويغادر لأنه فشل بشكل ذريع، فإنه يردد في أحاديثه أن بقاءه أو رحيله بيد الملك، علما أن الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية الثانية للرياضة بالصخيرات كانت واضحة وهي تتحدث عن دمقرطة المشهد الرياضي، وعن ضرورة إبعاد المتطفلين ومرتزقة التسيير.