ملف هزيمة المنتخب الوطني أمام تنزانيا بثلاثة أهداف لواحد، والإقصاء العملي للمنتخب الوطني من نهائيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل مازال لم يطو بعد، مسؤولو الجامعة التزموا الصمت ولا أحد من المسؤولين عن هذه «النكسة» كانت له الشجاعة ليتواصل مع الرأي العام ويشرح له ويفسر حقيقة ما جرى، ولماذا أصبح المنتخب الوطني يقصى بشكل مبكر في تصفيات كأس العالم، دون أن تكون له القدرة على المنافسة، أو على الدفاع عن حظوظه حتى اللحظة الأخيرة؟ في تصفيات مونديال 2010 التي جرت بجنوب إفريقيا وجد المنتخب الوطني نفسه يتذيل الترتيب، وراء منتخبات الكامرون والغابون والطوغو، حيث خرج من السباق مبكرا، قبل أن يطلق عليه زملاء صامويل إيطو «رصاصة الرحمة» بفاس، وفي تصفيات المونديال الحالي جاءت الجامعة بالمدرب البلجيكي السابق إيريك غيريتس الذي قال إنه سيقود المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي بمونديال البرازيل، لكنه في مباراتين أهدر أربع نقاط، لتتم إقالته، ويعوضه رشيد الطوسي الذي قاد المنتخب إلى هزيمة قاتلة أمام تنزانيا بدار السلام نسفت الحظوظ، وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر. ربطت جامعة علي الفاسي الفهري ما يعتقد أنه مشروع لها بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، ولذلك، ظلت تنتظر البلجيكي غيريتس لقرابة العام وصرفت من أجله الكثير من المال، قبل أن يتبين أنها راهنت على السراب، وأن المنتخب الوطني لن يتأهل، ليس لأن غيريتس مدرب ضعيف، بل لأن جامعة الكرة لا تعرف ماذا تريد، وتسير بدون بوصلة، اللهم بوصلة بعض مسؤوليها الذين يحرصون على نيل التعويضات المعلن منها والخفي وحشر أنوفهم في الصفقات، في وقت يبدو فيه المنتخب الوطني والكرة المغربية آخر همهم. لقد ربطت جامعة الكرة برنامجها بالمنتخب الوطني، وراهنت على مونديال البرازيل وعلى التأهل إليه، لكنها لم تحصد إلا الريح، واليوم، لو كان مسؤولو هذه الجامعة يدركون معنى المسؤولية ومعنى الفشل، لكانوا قدموا استقالتهم، لكن للأسف، هذه الثقافة مازالت غائبة عن المشهد الرياضي، في مقابل «ثقافة» الالتصاق بكراسي المسؤولية، والاستفادة من الامتيازات وتوزيعها على المقربين والأصدقاء والخلان. لقد عرت هزيمة المنتخب الوطني أمام تنزانيا واقع التسيير في الجامعة، وجاءت لتؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد أن الكرة المغربية ليست في أيادي أمينة، وأن أسوأ الأيام لم نعشها بعد مع هذه الجامعة.