أجمع محللون ماليون على أن عدم وضوح الرؤية بالنسبة للسوق المالي بالدارالبيضاء خلال الفترات الأخيرة سيؤثر لا محالة على انخفاض المؤشرات خصوصا خلال النصف المتبقي من هذه السنة، مؤكدين أن تقرير وكالة MSCI الدولية، المتخصصة في توجيه المستثمرين، والذي سيصدر رسميا خلال الأسبوع القادم، سيكون له صدى لدى المستثمرين، وهو ما جعل التكهنات تشير إلى أن بورصة الدارالبيضاء ستنهي السنة الحالية على إيقاع الانخفاض بنسبة لا تقل عن 10 في المائة. فوكالة MSCI الدولية، أعلنت مؤخرا أن مرتبة المغرب مرشحة للتراجع خلال تصنيفها المقبل الذي ستنشره قريبا، بسبب المشاكل التي يعانيها السوق المالي المغربي خصوصا على مستوى فقدان السيولة. وحسبما نشره الموقع الرسمي لوكالة MSCI، فإن المؤشر الخاص بالمغرب، والذي كان ضمن «الأسواق الناشئة» لمدة تناهز ال10 سنوات، بات مرشحا للنزول إلى خانة «الأسواق الحدودية» التي تضم حاليا دولا مثل بوتسوانا وغانا وكينيا.. وهي أسواق مالية سيولتها أقل، والتداول فيها يخضع لشروط أصعب من أسواق الأسهم الاعتيادية لكنها تعتبر مع ذلك من الأسواق الأكثر جاذبية للاستثمار وتتواجد فيها فرص ربح كبيرة. ومن خلال تتبع مؤشرات بورصة الدارالبيضاء خلال بداية هذه السنة، فالملاحظ أنها حافظت على منحاها الانخفاضي خلال الفصل الأول من سنة 2013، قبل أن تسجل قفزة تقنية انطلاقا من 12 مارس المنصرم. وأوضحت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة المالية والاقتصاد، في مذكرتها حول الظرفية لشهر أبريل أن مؤشري مازي ومادكس بلغا أدنى مستوييهما وهما على التوالي 8752,60 و7117,86 نقطة يوم 11 مارس قبل أن يعاودا الارتفاع ويختتما الفصل ب9040,96 و7364,14 نقطة، أي بارتفاع بنسبة 3,29 بالمائة و3,46. وعلى المستوى القطاعي، ومن ضمن 21 قطاعا ممثلا في بورصة الدارالبيضاء، سجل 11 قطاعا فقط أداءات إيجابية في ختام الفصل الأول من سنة 2013 مقارنة مع نهاية دجنبر 2012، كان من أفضلها تلك التي سجلتها مؤشرات قطاعات النقل (زائد 21,7 بالمائة)، والمعادن (زائد 10,7 بالمائة)، والخدمات (زائد 9,3 بالمائة) والمشروبات (زائد 8,9 بالمائة). كما أن التقرير الأخير لمجلس أخلاقيات القيم المنقولة، سجل بأن حجم المبادلات داخل السوق المركزي في بورصة البيضاء سجل تراجعا بنسبة قاربت 60 في المائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من هذه السنة مقارنة بالربع الأخير من سنة 2012، بمبلغ 5.54 مليارات درهم. وأضاف المجلس، في تقرير نشره على موقعه الالكتروني، بخصوص نوعية المستثمرين داخل سوق القيم المغربية خلال الربع الأول من 2013، أن المستثمرين الأجانب، وخاصة منهم الأفراد، ما يزالون متخوفين من تذبذبات البورصة منذ أكثر من أربع سنوات، حيث سجلت مشتريات المستثمرين الأجانب من الأفراد للأسهم المدرجة في البورصة خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2013 تراجعا مهما فاقت نسبته 60 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. كما سجل المستثمرون المغاربة الأفراد تراجعا في عملية الشراء بنفس النسبة خلال بداية هذه السنة. في حين سجل تقرير مجلس أخلاقيات القيم المنقولة أن مشتريات المستثمرين المؤسساتيين الأجانب ارتفعت بشكل طفيف خلال الربع الأول من السنة بنسبة 7 في المائة، بينما سجل المؤسساتيون المغاربة ارتفاعا قويا فاق 44 في المائة. وبالنسبة إلى بيع الأسهم داخل سوق القيم في البيضاء أوضح التقرير أن مبيعات المستثمرين الذاتيين الأجانب تراجعت بنسبة كبيرة وصلت إلى 63 في المائة في الربع الأول من 2013 مقارنة بالربع الأخير من سنة2012. كما تراجعت مبيعات المستثمرين الأفراد المغاربة بنسبة 52 في المائة خلال نفس الفترة. فيما أقبل المستثمرون المؤسساتيون الأجانب على بيع أسهمهم خلال الثلاثة أشهر الماضية، حيث ارتفعت بنسبة قاربت 91 في المائة مقارنة بنفس الفترة من 2012.