قررت إدارة كلية الآداب بجامعة ظهر المهراز بفاس إغلاق الطابقين الثالث والرابع من بناية الكلية التي كانت في عهد الاستعمار عبارة عن ثكنة عسكرية، بعدما أكدت خبرة عمومية بأن الطابقين المذكورين لا يقويان على تحمل أكثر من 300 طالب، من أصل أكثر من 16 ألف طالب يواصلون دراستهم في مختلف أسلاك الكلية. ووجدت إدارة الكلية صعوبة في تفعيل هذا القرار، مما دفعها إلى اتخاذ قرار إغلاق الطابقين في انتظار اتضاح الصورة، تورد المصادر. وقالت المصادر إن إدارة الكلية راسلت وزير التعليم العالي حول مصير الدراسة في هذه الكلية، بعد نتائج الخبرة العمومية التي أدرجتها ضمن البنايات المهددة بالانهيار في مدينة فاس، دون أن تتوصل بأي قرار رسمي حول الموضوع. وذكرت المصادر أن إدارة الكلية تتجه نحو «تجميد» تسجيل الطلبة الجدد الوافدين عليها في السنة الدراسية القادمة، فيما يرتقب أن يتم تحويلهم نحو كلية الآداب سايس بالمدينة ذاتها. ويعاني الحي الجامعي المجاور، بدوره، من خطر الانهيار. وعمدت إدارته، منذ سنوات، إلى إغلاق أجزاء منه تعرضت لتشققات وتصدعات واضحة في جدرانها. ولم يتخذ أي قرار نهائي بشأن وضعية هذا الحي الجامعي الذي يستقبل أعدادا كبيرة من الطلبة الذين يواصلون دراستهم في الكليات الثلاث للمركب الجامعي ظهر المهراز. وأشار أساتذة جامعيون، في حديث ل«المساء»، إلى أن وزارة التعليم العالي مطالبة بالتدخل لإصلاح البناية، دون أن يطالها أي هدم أو تغيير جذري في معالمها، باعتبارها تؤرخ للذاكرة الجامعية بالمغرب. وتعتبر جامعة ظهر المهراز من أقدم الجامعات في مغرب الاستقلال بعد جامعة محمد الخامس بالرباط. وتابع فيها عدد من أطر الدولة والسياسيين المغاربة دراساتهم الجامعية. كما تخرج منها عدد من الأطر في الدول الأفريقية التي تربطها علاقات تعاون بالمغرب. وظلت الجامعة تعتبر من أبرز الساحات الجامعية التي ينشط فيها الطلبة في إطار نقابة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.