أعلنت أهم مكونات الحركة الإسلامية بالمغرب عن مبادرات جديدة ومتزامنة، لدعم الفلسطينيين بقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. فقد قامت حركة التوحيد والإصلاح بمراسلة سفارات عدد من الدول والمنظمات المعنية لوقف الهجوم الإسرائيلي. فيما أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان، عن مبادرة «دعم يصل غزة رغما عن المعابر المغلقة»، متمثلة في دعوة أعضاء الجماعة إلى الإكثار من الصلاة والصوم وقراءة القرآن والدعاء. فيما سارع حزب العدالة والتنمية إلى إعداد مقترح قانون ينص على تجريم التطبيع مع دولة إسرائيل. عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أوضح في تصريح ل«المساء» أن فريقه البرلماني تقدم خلال هذا الأسبوع بمقترح قانون ينص على منع التطبيع مع دولة إسرائيل، لكنه عاد ليتدارس إمكانية «تطعيمه لينص على تجريم هذا التطبيع، ويرتب جزاءات على كل من يثبت تعامله مع إسرائيل». وتأتي هذه الخطوة، حسب أفتاتي، في إطار النقاش الدائر داخل الفريق النيابي والأمانة العامة، «لتدارس الإمكانيات التي يمكن استثمارها في إطار التضامن مع غزة والضغط على المسؤولين». سبب هذه التطورات، حسب المصدر ذاته، هو وجود حالات من التطبيع مع الدولة العبرية على مستوى الحكومة المغربية، «فعدد من المسؤولين يقومون بأنشطة تطبيعية، وكنا كلما أثرنا موضوع منع التطبيع يقال لنا إن هناك قرارا للجامعة العربية ينص على ذلك، ومن الأفضل تأجيل الفكرة إلى ظرف مناسب، وهذا العدوان الأخير يبدو لنا الأنسب لوقف كل أشكال التطبيع في السياحة والاقتصاد والفلاحة والثقافة»، يوضح أفتاتي. من جانبها، وجهت حركة التوحيد والإصلاح، المقربة من حزب العدالة والتنمية، رسائل إلى كل من سفير دولة التشيك بالرباط، نددت فيها ب»الموقف الغريب والمشين الذي أعلن عنه رئيس الوزراء التشيكي، حين أقدم على تبرير الهجمة الهمجية الصهيونية». فيما استغربت رسالة موجهة إلى رئيس المفوضية الأوربية «صمت أو غياب الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي وانسياقه وراء الموقف الأمريكي المنحاز انحيازا أعمى إلى العدوان الإسرائيلي». رسالة أخرى موجهة إلى السفير المصري بالرباط، اعتبرت فيها الحركة استمرار إغلاق معبر رفح أمرا غير مبرر على الإطلاق، وأن الفتح الدائم للمعبر يعبر عن التجاوب مع إرادات شعوب الأمة العربية والإسلامية. وأعربت الرسالة عن الأمل في أن تبدي مصر «مواقف شجاعة في دعم حركات التحرر الوطني» على غرار إيوائها قادة الحركة الوطنية المغاربة «الذي لا تزال الذاكرة المغربية تحتفظ به كموقف شهم وشجاع وخير مثال على تاريخ مصر المجيد». وكان نصيب كل من السفيرين الفنزويلي والتركي بالرباط، رسالتي تقدير وتثمين ل»شجاعة دولة فنزويلا، وشجاعة زعيمها الكبير السيد هوكو تشافيز، حينما أعلن أن سفير الكيان الصهيوني الغاصب لم يعد مرغوبا فيه على أرض فنزويلا»، و»شجاعة تركيا، وشجاعة حكومتها في شخص رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان، خصوصا أنه أعلن وقوفه ضد الظلم وضد الإجرام والوحشية والهمجية الصهيونية». أما جماعة العدل والإحسان، فقررت من جانبها «عمل المستطاع من أجل دعم صمود غزة في وجه المحرقة الصهيونية المؤازرة بالتواطؤ المفضوح للأنظمة العربية»، حسب بيان للمنسق الوطني للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة. ويتمثل تحرك الجماعة في «قيام ليلة الخميس والقنوت فيها اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقنت للنوازل، وصيام يوم الخميس )أمس(، والدعاء لأهل غزة بالثبات والنصر، والدعاء على من ظلمهم؛ طمعا في إجابة الله تعالى دعاء الصائمين، وختمات جماعية للقرآن الكريم يوم الجمعة ليلا يكون نورها وثوابها هدية لأرواح الشهداء والمصابين في غزة، ومددا للمجاهدين المرابطين فيها».