لا زالت تداعيات قصيدة الشعر التقليدية، التي أبدعها شاعر قيادي في جماعة العدل والإحسان، مستمرة. وكان هذا القيادي قد نظم قصيدته ل«التضامن» مع سبعة معتقلين من الجماعة على خلفية شكاية محام كان عضوا سابقا في الجماعة اتهم فيها قياديين محليين في التنظيم ذاته ب«احتجازه» و«تعذيبه» و«محاولة قتله». فيما تقول الجماعة إن المحامي الشاب مطرود من الجماعة بتهمة «التجسس»، وهو ما أغاظ السلطات. واعتبر المحامي «م.غ» بأن القصيدة الشعرية وجهت له السب والقذف والشتم و«الهجاء»، وعمد إلى جر منير الركراكي، شاعر الجماعة، وعضو مجلس إرشاده، إلى القضاء. وقررت محكمة الاستئناف بفاس، أول أمس الإثنين، تأجيل النظر في ملف عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان إلى 17 يونيو المقبل، بطلب من دفاع الطرف المشتكي. وكانت المحكمة الابتدائية لفاس قد قضت في حق الشاعر ركراكي بشهر موقوف التنفيذ وغرامة 10.000 درهم وتعويض قدره 50.000 درهم. وقبلت محكمة النقض الطعن المقدم في الحكم الاستئنافي، الذي أدان الركراي بتهمة القذف. وعرفت المحاكمة حضور هيئة دفاع من مختلف مدن المغرب. وقبل قصيدة «عجب في شهر رجب» أفضت شكاية تقدم بها المحامي الشاب «م.غ» إلى اعتقال سبعة قياديين من الجماعة من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في يونيو 2010، بناء على شكاية تقدم بها يتهمهم فيها بالاحتجاز والتعذيب والتهديد بالقتل، فيما ينفي أعضاء جماعة العدل والإحسان التهم التي اعتقلوا بموجبها لعدة أشهر، معتبرين بأن إثارة الملف يدخل في إطار مسلسل التضييق على الجماعة. وعمد الركراكي المعروف بشاعر الجماعة، وهو أحد قيادييها، إلى إبداع قصيدة تقليدية تتعرض لهذه الاعتقالات، ونشرها في الموقع الإلكتروني للجماعة، وقرر المحامي رفع دعوى قضائية ضده. وبرأت الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية فاس المعتقلين السبعة من التهم التي وجهت إليهم، بينما أدانتهم غرفة الجنايات الاستئنافية بعقوبة بين 5 أشهر نافذة و6 أشهر موقوفة التنفيذ. وذكرت الجماعة بأن الأمر يتعلق ب«حكم سياسي محض بعيد عن أي معايير أو حيثيات قانونية».