ولد الفنان الحسين بن بوشعيب السلاوي بمدينة سلا سنة 1921، بدأ اهتمامه بالفن في الثانية عشرة من عمره، وكانت تحثه أمه على متابعة دراسته لتحصيل العلم وامتهان حرفة تليق به، بعدما اكتشفت ولعه بفن الحلقة، التي كانت مسرحا لعدد من الأغاني الشعبية، واهتمامه بأحد روادها «بوجمعة الفروج»، فقرر الحسين السلاوي مغادرة سلا متوجها للدار البيضاء، حيث سيقيم حلقة بالقرب من ضريح سيدي بليوط وبساحة البلدية لمدة غير قصيرة، بعد هذه المحطة سوف يتجه نحو مدينة مكناس ليقدم عروضه بساحة باب منصور، مما سوف يشجعه في فترة لاحقة، بعد النجاح الذي عرفه، على كتابة نصوصه وأغانيه. بعد ذلك سيتمكن الحسين السلاوي بمساعدة صديق فرنسي، من السفر إلى باريس، وتسجيل أسطوانة باستوديو «باتي ماركوني»، ليصبح أول فنان مغربي يسجل في هذا الأستوديو العالمي، الذي عرف تسجيلات لكبار الفنانين أمثال فرانك سيناترا، وإيديث بياف..، مما جعل منه فنانا متميزا بالنسبة للمشرفين على الأستوديو، ورائدا للأغنية المغربية نظرا لما كانت تحتويه إبداعاته من مواضيع حية تعبر عن نبض الشارع المغربي بتناولها مواضيع اجتماعية وأخلاقية، مثل «السرقة، الغش، الخيانة، المكر، الكذب، الخداع والغربة، لما أفرزته تداعيات أزمة 1929 الاقتصادية العالمية والحرب العالمية الثانية، فكانت أغنية «الماريكان»، «ياغريب ليك الله»، «يا موجة غني»، «سبحان الله على من يقرا»، «احضي راسك لا يفوزو بيك القومان»، تعبيرا عن الوضع السائد آنذاك، زيادة على إبداعاته التي تغنى من خلالها بجمال الطبيعة كأغنية «السانية و البير»، وجمال المدن «طنجة يا العالية»، ثم اهتمامه بمواضيع غزلية، التي كان ينظم كلماتها ويلحنها شخصيا، كما في أغنية «سمرا خمورية وعيونها ملاح»، «لالة شغلتيلي بالي»، «يا سمرة يا حلوة»، «يامنة» و»لالة مولاتي». وبهذا يعتبر الفنان الحسين السلاوي من رواد الأغنية المغربية، التي استمدت جماليتها من الموروث الشعبي، وظف من خلالها عددا من الآلات الموسيقية الحديثة ليكسر النمط السائد آنذاك الذي كان ينحصر فقط في استعمال «الكنبري، البندير والناي»، كما عمل على تأسيس جوق كبادرة أولى لم يعرفها المغرب من قبل. توفي الفنان الحسين السلاوي سنة 1951، أي عن عمر لم يتجاوز 30 سنة، بعد أن سكن خيال ووجدان المغاربة بأغانيه التي لازالت تردد لحد الآن.