اعترضت الشرطة الإسبانية وعناصر تابعة للحرس المدني الإسباني، أول أمس، طائرة خفيفة محملة ب 110 كيلوغرامات من الحشيش انطلقت من شمال المغرب. وتم رصد الطائرة حينما دخلت المجال الجوي الأندلسي، بمنطقة «كوستا دي صول» حيث كانت تعتزم الهبوط ببلدة روندا الجبلية، فيما تم التوصل إلى مرأب آخر تابع للشبكة بمنطقة «فيا نويبا دي طابوكو»، حيث تم العثور على طائرة خفيفة أخرى. فيما اعتقلت مصالح مكافحة المخدرات 4 أشخاص في العملية الأمنية. ومازالت عمليات نقل الحشيش من شمال المغرب إلى السواحل الأندلسية بالطائرات الخفيفة متواصلة رغم المجهودات التي يبذلها كل من المغرب وإسبانيا في محاربة هذه الرحلات الجوية، خصوصا بعدما حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية من تنامي تهريب المخدرات عبر مدينة سبتةالمحتلة أو من شمال المغرب عبر استعمال الطائرات الخفيفة. وأعرب تقرير أنجزته الشهر الماضي كتابة الدولة الأمريكية عن قلقها من التغييرات التي شملت أساليب تسريب المخدرات واستخدام الطائرات الصغيرة لهذا الغرض. «إسبانيا تبقى نقطة عبور رئيسية للمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية أو المغرب، وخاصة عن طريق سبتة مليلية»،يقول التقرير الأمريكي، مشيرا إلى أن «تهريب الحشيش أو الكوكايين عبر الطائرات الصغير أصبح البديل الأفضل للشبكات الدولية المختصة في تهريب المخدرات بعدما كانت تعمد سابقا إلى نقله عبر الطرق البحرية الكلاسيكية». ونبهت الولاياتالمتحدة، في نفس التقرير، إلى توصلها لأدلة تكشف عن توحيد العلاقات بين شبكات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية وغرب إفريقيا، «وتحويلها لأنشطتها عبر نقلها من هذه القنوات الجوية الجديدة»، كما نبهت في الوقت نفسه إلى أن هذه التغييرات الاستراتيجية الجديدة المعتمدة في نقل المخدرات من شأنها أن تجعل الشبكات الدولية المنظمة تستغل المجال الجوي لإخراج كميات كبيرة أو صغيرة من المخدرات عبر استخدام طائرات الهيلكوبتر أو الطائرات الصغيرة». وأقدم المغرب على تثبيت رادار يشرف على البحر الأبيض المتوسط، قرب ميناء طنجة المتوسطي، خاص باستشعار عمليات اختراق الأجواء المغربية من طرف طائرات خفيفة لتهريب المخدرات، ولمراقبة الملاحة البحرية في مضيق البوغاز. ويعتبر هذا الرادار الثاني من نوعه، بعد الأول الذي أقيم قبل 5 سنوات على هضبة كدية الطيفور بمدينة المضيق، وهو رادار شبيه بنظام «إيشلون» المعمول به في بريطانيا وبعض الدول الغربية، حيث تم وضعه على شكل كرة غولف فوق قمة الجبل، وذلك درءا لتسلل الطائرات الخفيفة التي أصبحت تتخذ من بعض قرى ودواوير منطقة تطوان مدرجات لها لشحن المخدرات على وجه السرعة قبل أن تعود إلى التراب الإسباني، خصوصا بمنطقة الأندلس أو «لالينيا» القريبة من صخرة جبل طارق، لكن رغم ذلك فإن هذا النوع من الطائرات يتفادى رصده، حيث تحلق على مستوى جد منخفض، قبل أن تنقل الحشيش وتعود أدراجها إلى بعض المناطق الغابوية الأندلسية.