أقدم المغرب على تثبيت رادار ثان يشارف على البخر الأبيض المتوسط، قرب ميناء طنجة المتوسطي، خاص باستشعار عمليات اختراق الأجواء المغربية من طرف طائرات خفيفة لتهريب المخدرات، ولمراقبة الملاحة البحرية في مضيق البوغاز. ويعتبر هذا الرادار الثانيَّ من نوعه، بعد الأول الذي أقيم قبل خمس سنوات على هضبة «كدية الطيفور» في مدينة المضيق، وهو رادار شبيه بنظام «إيشلون» المعمول به في بريطانيا وبعض الدول الغربية، حيث تم وضعه على شكل كرة غولف فوق قمة الجبل، درءا تسلل الطائرات الخفيفة التي أصبحت تتخذ من بهض قرى ودواوير منطقة تطولان مدرجات لها لشحن المخدرات على وجه السرعة، قبل أن تعود إلى التراب الإسباني، وخصوصا منطقة الأندلس أو «لالينيا» القريبة من صخرة جبل طارق. من جهتها، تعمل القيادة العليا للدرك الملكي على تعيين عناصر درك لتمشيط بعض المناطق المعينة في الشريط الساحلي لتطوان ومناطق «واد لاو» و«الجبهة» و«اسطيحات»، بواسطة مروحيات من صنف «بيما»، في محاولة منها ضبط لكشف بعض المدرجات المختبئة في مرتفعات بعض الجبال يُرجَّح أنها أصبحت معاقل لتهريب الحشيش نحو الجنوب الإسباني، بعد أن رصدت تقارير أمنية اقتحام مروحيات أجنبية الأجواء المغربية وتهريب الحشيش نحو إسبانيا. وقد أصبح مهرّبو المخدرات يلجؤون إلى استعمال الطائرات السياحية وأخرى من نوع «كوغار». وكان وزير الداخلية، امحند العنصر، قد صرّح سابقا بوجود طائرات خفيفة تهرّب المخدرات بين المغرب وإسبانيا لا يرصدها الرادار، مضيفا أن هؤلاء المهربين يستعملون الطائرات الخفيفة في التهريب عن طريق جبل طارق، الذي يساعد هؤلاء من ناحية المدة الزمنية التي لا تتجاوز عشر دقائق، والتي يمكن أن يصل فيها الطيار إلى المغرب ويشحن المخدرات ثم يعود، حيث يصعب أن يرصده الرادار.