علمت «المساء» من مصادر أمنية أن فرقة الحرس المدني الإسبانية بسبتة المحتلة تتبعت جوا طائرة صغيرة يتم التحكم فيها عن بعد، حيث كانت تحمل على متنها حوالي كيلوغرامين ونصف من المخدرات، بعدما انطلقت من ساحل مقابل لمدينة طريفة في اتجاه بلدة لا لينيا دي كوسيبثيون. وأفادت مصادرنا أنها المرة الأولى التي يتم فيها ضبط وحجز طائرة يتم التحكم فيها بواسطة جهاز صغير يصل مداه ما بين 500 و800 متر، وهي مسافة كافية للوصول إلى البلدة الإسبانية. وأضافت المصادر ذاتها أن الطائرة الصغيرة، التي تم حجزها على الساعة التاسعة صباحا، تستطيع التحليق جوا لمدة ساعة من الزمن والهبوط والإقلاع فوق سطح البحر، وهو وقت كاف جدا، حيث لا يتعدى الوصول جوا إلى ساحل مدينة الجزيرة الخضراء سوى 35 دقيقة غلى أبعد تقدير. وأثار حجز الطائرة الخفيفة والصغيرة، وهي تقريبا من النوع الذي يستعمل للعب، الحديث عن الطائرات الخفيفة التي تخترق المجال الجوي المغربي من أجل شحن ونقل المخدرات، كما أنها أثارت انتباه السلطات الأمنية، حيث تعجز رادارات المراقبة الجوية عن ضبطها، باعتبارها طائرات في مقدور الجميع اقتناءها من أجل اللعب، إذ بإمكانها نقل شحنات صغيرة من المخدرات لا تتجاوز 3 كيلوغرامات، وفي عمليات متعددة خلال اليوم الواحد. وتعمل السلطات المغربية في تطوان أو في عمالة المضيق الفنيدق جاهدة، عبر أنظمة متطورة لمراقبة المجال الجوي، على منع تسلل الطائرات الخفيفة التي أصبحت تتخذ من قرى متفرقة بمنطقة تطوان مدرجات لها لشحن المخدرات على وجه السرعة، قبل أن تعود إلى التراب الإسباني، خصوصا بمنطقة الأندلس أو «لالينيا» القريبة من صخرة جبل طارق. وسبق لعناصر الدرك الملكي بتطوان أن عثرت على طائرة سياحية خفيفة محترقة، بمنطقة فحص المنار، بجماعة صدينا، بتراب عمالة تطوان، إذ رجح الدرك الملكي حينها أن يكون أصحاب الطائرة تخلصوا منها بحرقها، بعدما أصيبت بعطل، مشيرا إلى احتمال أن تكون الطائرة تستعمل في تهريب ونقل المخدرات، مما أدى بالقيادة العليا للدرك الملكي إلى إيفاد عناصر متخصصة في قيادة المروحيات الخفيفة للانتقال إلى تطوان للوقوف على أسباب عدم ضبط رادارات المراقبة دخول الطائرة أجواء مدينة تطوان. وأصبح مهربو المخدرات يلجؤون إلى استعمال هذا النوع من الطائرات بدون طيار، والتي تتمتع بالقدرة على الإقلاع والنزول فوق سطح البحر، بعد تضييق السلطات الأمنية المغربية الخناق عليهم، وسد بعض منافذ التهريب البحري. وكانت السلطات الإسبانية قد اعترضت كذلك منذ شهور طائرة خفيفة في إحدى الحقول التابعة لمدينة مادريديخوس، بإقليم طليطلة لدى عودتها من المغرب، حيث كانت تقل على متنها 1300 كيلوغرام من الحشيش. ونبهت الإدارة العامة للأمن والحرس المدني الإسباني إلى ضرورة مراقبة أجوائها بسبب خرقها من طرف أسطول الطائرات الخفيفة المشحونة بالمخدرات المغربية، حيث ضبطت في عدة عمليات خاصة عددا منها أثناء نزولها في مدرجات اصطناعية أقيمت بقرى إسبانية، بعدما تنطلق سالمة من بعض مدرجات المغرب، كعمليتي «كوندور» و«فانيو» اللتان حجز فيهما 990 كيلوغراما من المخدرات كانت مشحونة على متن طائرتين خفيفتين. وسبق لطائرة خفيفة أن اخترقت، منتصف شهر مارس الماضي، الأجواء المغربية بضواحي طنجة، قبل أن تسقط، مما أدى إلى مصرع الربان ومساعده بعد احتراقهما بالكامل داخل حطام الطائرة. وأفاد مصدر من السلطات المحلية حينها أن الطائرة الخفيفة، التي تضم مقعدين فقط، اخترقت الأجواء المغربية حوالي الساعة الثانية و43 دقيقة صباحا، على علو متوسط بمنطقة هوارة جنوب مدينة طنجة، قبل أن تتعرض لحادث سقوط على مستوى منطقة «عين الداليا» بالطريق الإقليمية رقم 4602 الرابطة بين مدينتي طنجة وأصيلة. وتم العثور حينها على جثتي الضحيتين، اللذين لم تعرف بعد جنسيتهما، متفحمتين بالكامل، بعد تمكن عناصر الوقاية المدنية من إخماد النيران التي اندلعت بالطائرة.