حذرت الولابات المتحدةالأمريكية من تنامي تهريب المخدرات عبر مدينة سبتةالمحتلة أو من شمال المغرب، عبر استعمال الطائرات الخفيفة. وأعرب التقرير الذي أنجزته في الشهر كتابة الدولة الأمريكية عن «قلق» الولاياتالمتحدة من التغييرات التي شملت أساليب تسريب المخدرات واستخدام الطائرات الصغيرة لهذا الغرض. «تبقى إسبانيا نقطة عبور رئيسية للمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية أو المغرب، وخاصة عن طريق سبتة مليلية»، يقول التقرير الأمريكي، مشيرا إلى أنّ «تهريب الحشيش أو الكوكايين عبر الطائرات الصغيرة أصبح البديلَ الجوي الأفضل للشبكات الدولية المختصّة في تهريب المخدرات، بعدما كانت هذه الشبكات في السابق تعتمد على نقله عبر الطرق البحرية الكلاسيكية». ونبّهت الولاياتالمتحدة، في التقرير نفسِه، إلى توصلها إلى أدلة تكشف «توحيد» العلاقات بين شبكات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية وغرب إفريقيا، «وتحويلها أنشطتها عبر نقلها من هذه القنوات الجوية الجديدة»، كما نبّهت، في الوقت نفسه، إلى أنّ «من شأن هذه التغييرات الإستراتيجية الجديدة المُعتمَدة في نقل المخدرات أن تجعل الشبكات الدولية المنظمة تستغلّ المجال الجوي لإخراج كميات كبيرة أو صغيرة من المخدرات عبر استخدام طائرات الهيلكوبتر أو الطائرات الصغيرة». وجاء تقرير الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي دقّ ناقوس الخطر، متزامنا مع إعلان وزارة الداخلية الإسبانية، أول أمس، عن اعتراض طائرتين مروحيتين، في نهاية الأسبوع الماضي، في كل من بلدتَي «بييا» و»أوسونا»، التابعتين لإقليم إشبيلية. وقال بلاغ وزارة الداخلية الإسبانية إنّ دوريات الحرس المدني رصدت طائرتي الهيليكوبتر خلال وصولهما من الأجواء المغربية وعلى متنهما 300 كلم من المخدرات. كما جاء كذلك بعدما أعلنت الشركة الإسبانية اعتقالَها صاحبَ الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي كانت «المساء» قد نشرت خبرا عنها، حيث كانت تنطلق من منطقة قريبة من قرية «بليونش» لتصل إلى سبتة أو مدينة الجزيرة الخضراء في زمنٍ «قياسي»، مُحمَّلة بشحنات صغيرة جدا من المخدرات. وتتخذ شبكات تهريب المخدرات من بعض القرى المجاورة لمدينة تطوان «مدرّجات» لنزولها وإقلاعها بعد شحن الحشيش، حيث عثرت مصالح الدرك الملكي في جماعة «واد لاو»، في شهر نونبر الماضي، على على طائرة خفيفة، فيما لم يتم العثور على طاقمها.. ووفق ما أكدت مصادرنا حينها فإن الطائرة الخفيفة سقطت على الساعة العاشرة ليلا في منطقة قرب مدشر «تاميالت»، التابع لتراب جماعة واد لاو، لأسباب لم يتم التعرف عليها، بعدما تم العثور عليها في منطقة ذات مسالك جد وعرة، مما جعل مهمّة الوصول إليها بدوريات الدرك الملكي جد صعبة.. كما أن عناصر الدرك الملكي في تطوان قد عثرت سابقا على طائرة سياحية خفيفة محترقة في منطقة «فحص المنار»، في جماعة «صدينا»، في تراب عمالة تطوان. ورجّح الدرك حينها أن يكون أصحاب الطائرة قد تخلصوا منها بحرقها، بعدما أصيبت بعطل، مشيرا إلى احتمال أنْ تكون الطائرة تُستعمَل في تهريب ونقل المخدرات، ما أدى دفع القيادة العليا للدرك الملكي إلى إيفاد عناصر متخصصة في قيادة المروحيات الخفيفة للانتقال إلى تطوان للوقوف على أسباب عدم ضبط رادارات المراقبة دخول الطائرة أجواء المدينة. وتعمل القيادة العليا للدرك الملكي على تعيين عناصر درك لتمشيط بعض المناطق المعينة في الشريط الساحلي لتطوان ومناطق «واد لاو» و»الجبهة» و«سْطيحات»، بواسطة مروحيات من صنف «بيما»، في محاولة منها لضبط لكشف بعض «المدرّجات» المختبئة في مرتفعات بعض الجبال يُرجَّح أنها أصبحت معاقل لتهريب الحشيش نحو الجنوب الإسباني، بعد أن رصدت تقارير أمنية اقتحام مروحيات أجنبية الأجواء المغربية وتهريب الحشيش نحو إسبانيا.