أفادت مصادر من البحرية الملكية «المساء» بأن الأخيرة تمكّنت من توقيف مواطنين أجنبيين، إسباني وإنجليزي، عندما كانا على متن باخرة ترفيهية في عرض مياه جماعة «واد لاو» في إقليمتطوان. وأضافت المصادر ذاتها أن هذا التوقيف تم بعدما توصلت البحرية الملكية بمعلومات تفيد بأن الأجنبيَّيْن يحملان على متن المركب الترفيهي نحو طن من الحشيش. وكشفت مصادر من الدرك الملكي أن الأمر يتعلق بشخصين أجنبيين، حيث يبلغ عمر المعتقل الإسباني 33 سنة، فيما يبلغ عمر الإنجليزي 50 سنة، مشيرة إلى أنهما أقدما على شحن المخدرات انطلاقا أحد شواطئ المنطقة، إذ كانا يعتزمان التوجه بها نحو السواحل الإسبانية، ومنها إلى أوربا، على متن نفس الباخرة، «الترفيهية». وقد تمت عملية التوقيف والاعتقال من قِبَل دورية تابعة للبحرية الملكية، مكلفة بمكافحة الهجرة السرية والتهريب الدولي للمخدرات. وكانت الجريدة قد نشرت عدة تحقيقات سابقة حول ما تعرفه شواطئ «واد لاو» من تهريب وشحن لأطنان المخدرات، حيث بدت حينها مراهنة شبكات تهريب المخدرات في عملياتها، التي تنطلق من سواحل شمال المغرب، بقوة، على الزوارق الشراعية، بعد استعمالها الطائرات الخفيفة. وقد أثار ضبط الأجهزة الأمنية أو الإسبانية واعتراضهما طريق الزوارق الشرعية الترفيهية المحمَّلة بأطنان الحشيش المغربي إلى شواطئ فلنسية وجزر البليار المستخدَمة من قِبَل تجار المخدرات، حينها، مرصد الاتحاد الأوربي لمكافحة المخدرات حول الكميات الكبيرة التي تم حجزها، مؤخرا، ومدى قدرة هذه الشبكات على نقل وشحن بضاعتها من شمال المغرب دون أن يتم ضبط أغلبها أو إفشال محاولاتها من طرف القوات المغربية التي تعمل على حراسة الشواطئ. وحسب ما أكده مصدر أمني ل«المساء»، فإن «جماعة واد لاو عادت للواجهة مؤخرا بفعل عدد الزوارق الشراعية المحملة بالمخدرات، والتي انطلقت منها، مؤخرا، بكل بأمان». وأفاد المصدر أن «القرية عرفت، أياما قبل الزيارة الملكية لجماعتها، تعزيز المراقبة الأمنية على الشاطئ، خوفا من اختراقها ليلا من طرف عدد من تلك القوارب». وحجزت مصالح الدرك الملكي قبل أشهر، طنا و800 كيلوغرام من الحشيش في شاطئ «تامورنوت»، قرب بلدة «واد لاو»، حيث كانت المخدرات موزعة على 58 رزمة، تحتوي كل واحدة منها على ما بين 20 و30 كيلوغراما من الحشيش، في طريقها إلى السواحل الأندلسية. كما سبق أن شهدت المدينة تخلي مجهولين عن طن و400 كيلوغرام من المخدرات قبالة مقر الجماعة القروية ل«واد لاو»، حيث أفادت مصادر أمنية، حينها، أنه من المُرجَّح أن تغير أحوال الجو أرغم أصحاب الشحنة على التخلي عنها في الشاطئ، بعدما كانوا يعتزمون نقلها، ليلا، إلى الضفة الأخرى. وقد اتجهت شبكات تهريب المخدرات الدولية لمنطقة «واد لاو» كبديل عن قواعد أخرى للشحن، حيث سبق ليومية «إلباييس» أن كشفت، نقلا عن إدارة المراقبة الجمركية الإسبانية، عن إحصائيات أخيرة تفيد بأن 25 في المائة فقط من الحشيش المغربي المهرب في اتجاه إسبانيا عبر «الوادي الكبير» هي التي يتم حجزها، مما يعني أن 75 في المائة من الحشيش المغربي المهرب إلى إسبانيا يمر بسلام، ويرجع ذلك بالأساس، حسب المصدر نفسه، إلى استعمال الزوارق الترفيهية «لكون المهربين المغاربة قد خبروا أحسن الطرق الممكنة لتهريب الحشيش إلى إسبانيا وصاروا يتجنبون جبل طارق وينحرفون في اتجاه شواطئ «بارباتي»، كما صار أفضل مسار لمهرِّبي الحشيش المغاربة هو «الواد الكبير»، حيث صار المسؤولون الإسبان يطلقون عليه اسم «الطريق السيار للمخدرات». لقد كانت شحنات المخدرات تنتقل، دائما، بين شواطئ منطقة «واد لاو» وبين شواطئ الجزيرة الخضراء وطريفة، لكنها مؤخرا أصبحت «تُفضّل» السواحل الشمالية الغربيةلإسبانيا كسواحل منطقة «بارباطي» و«كونيل»، يقول المصدر ذاته، موضحا أن بارونات المخدرات انتقلوا، تدريجيا، في اتجاه نهر «الوادي الكبير» و«سان لوكار»، «باعتباره ساحلا معقدا تصعب مراقبته من الناحية اللوجيستية، حيث يفتقر إلى نظام المراقبة المندمج وكذلك من ناحية التكاليف». لقد أصبح بارونات المخدرات المغاربة يُفضّلون أن يقود زوارقهم الترفيهية أشخاص أجانب، حيث أصبح هؤلاء «خبراء» في المسالك البحرية التي عليهم المرور منها، تفاديا لضبطهم، عكس ما كان عليه الأمر في السابق. وهناك إستراتيجية أخرى باتت تعتمدها شبكات تهريب المخدرات المغربية على نحو متزايد، وتتمثل في التمويه عبر قوارب الصيد أو يخوت وزوارق شراعية أجنبية تبدو «بريئة» في مظهرها راسية في موانئ تطوان الترفيهية، بينما في الواقع هي زوارق مختصة في شحن المخدرات في عرض البحر من طرف شركائهم المغاربة، بعد إشعارهم بيوم وتوقيت ومكان الشحن.