تراجع جواد بلحاج عن استقالته واختار الاستمرار رئيسا لجامعة الملاكمة لولاية جديدة، في الجمع العام الذي عقدته الجامعة أول أمس السبت بالرباط. وامتد الجمع العام لحوالي ست ساعات، طالب خلالها بعض ممثلي الأندية بلحاج بالاستمرار في رئاسة الجامعة، قبل أن ينتهي الجمع بتوزيع أظرفة مالية على رؤساء الأندية مقابل حضورهم للجمع العام. وكانت لائحة الترشيحات للجمع العام ضمت أسماء خالد القنديلي ومصطفى الكندالي ووسام مصطفى، غير أنهم اشترطوا لدخول المنافسة، عدم تجديد بلحاج لترشيحه. وأبدى خالد القنديلي استغرابه لحديث البعض عن انتقاده لبلحاج، مشيرا إلى أنه حينما أعلن ترشحه فإنه رهنه بعدم تجديد بلحاج لاستقالته. وتابع: «أنا جئت من وسط فقير، ولست غريبا عن رياضة الملاكمة، ولم أشكك في الجهد الذي تم بذله سابقا، كما أنني جئت بمشروع متكامل للدفع بهذه الرياضة قدما ولصنع أبطال أولمبيين، ولكن بما أن بلحاج يرغب في الاستمرار، فإنني لن أترشح، لأنني لايمكن أن أقول كلاما ولا أفي به، فقد رهنت ترشحي بعدم دخول بلحاج حلبة السباق، واليوم أنا على استعداد لخدمة رياضة الملاكمة وأنديتها وخصوصا المدربين لأنهم يقومون بمجهودات كبيرة دون أن يتلقوا تعويضات عنها». بيد أن بلحاج قال للقنديلي: «عندما تصبح رئيسا للجامعة سيكون بمقدورك أن تطبق برنامجك». ورغم أن الجمع العام لم يحسم في ما إذا كان الرئيس هو الذي سيختار أعضاء مكتبه الجامعي، أم سيتم انتخابه سيما في ظل وجود 17 مرشحا لعضوية المكتب الجامعي، فإن بلحاج أنهى اشغال الجمع العام. وبلغت مداخيل الجامعة في الثلاثة مواسم الأخيرة 23.994.364.90 درهما، ووصل الفائض إلى 4.115.759.62 درهما. وسجل التقرير المالي الزيادة في المنحة السنوية لوزارة الشباب والرياضة التي انتقلت من 350 مليون سنتيم إلى 520 مليون سنتيم، واعتبر المصدر ذاته هذه المنحة بأنها غير كافية لتأهيل هذه الرياضة، بيد أن أزرغيط رئيس فريق نهضة بركان للملاكمة شكك في مصداقية التقرير المالي، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يكون المبلغ المتعلق بمداخيل الإقامة لموسم 2005/2006 هو نفسه في موسم 2006/2007، كما لاحظ وجود أرقام مريبة في خانة مجموع المداخيل، للمواسم الثلاثة الماضية، قبل أن يرد عليه بلحاج بالقول بأن الأمر يتعلق بخطأ مطبعي. ولم يقف ممثلا الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية على الحياد في الجمع العام، واختارت وزارة الشباب والرياضة إعلان دعمها الصريح لبقاء بلحاج في رئاسة الجامعة من خلال الكلمة التي ألقاها عبد الرحمان البكاوي مدير الرياضات وممثل الوزارة في الجمع العام وحضور عثمان ختوش مدير ديوان الوزيرة نوال المتوكل لأشغال الجمع. وقال البكاوي إنه لم يسبق له طيلة الجموع العام التي حضرها سابقا ممثلا للوزارة أن اطلع على تقرير أدبي متكامل مثل الذي أنجزته جامعة الملاكمة، معتبرا إياه شاملا ويتحدث عن منجزات الجامعة، كما أشار إلى أن التقرير المالي يتضمن فائضا كان بالإمكان أن يكون أكبر لو تم تضمينه المساعدات العينية التي توصلت بها الجامعة. كما اعتبر أن طريقة تسيير جامعة الملاكمة تتماشى مع ماجاءت به المناظرة الوطنية للرياضة التي دعت إلى الحكامة، معتبرا أن مضامين الرسالة الملكية تنطبق على جواد بلحاج. وسار كمال لحلو ممثل اللجنة الأولمبية في الاتجاه ذاته عندما قال لجواد بلحاج « أدعوك باسم الجنرال إلى البقاء في رئاسة الجامعة لتكمل العمل الذي بدأته». وقال إن الرياضة المغربية تحتاج إلى أشخاص لديهم علاقات ومذكرة هواتف ممتلئة. وكان بعض ممثلي الأندية اعتبروا أن محيط الجامعة موبوء، ودعوا رئيسها إلى تنظيفه في الوقت الذي اعترف فيه مصطفى الكندالي الكاتب العام بعدم وجود الانسجام في المكتب الجامعي. وقال: «يجب أن نقول الحقيقة ولانخفي الشمس بالغربال، فليس هناك انسجام»، في الوقت الذي استغرب فيه آخرون للظروف التي سافر فيها الملاكم العرجاوي إلى روسيا للمشاركة في منافسات كأس العالم، فرد عليهم بلحاج بالقول إنه منذ أعلن استقالته وهو بعيد عن الجامعة، محملا المسؤولية لأعضائها لأنهم قصروا في أداء الواجب، لكن الكندالي رد عليه: «كيف يمكن أن نعمل وأنت رميت بقنبلة الاستقالة ورحلت». أما وسام مصطفى فقال لبلحاج إنه ليس مقبولا أن ترحل لخمسة أشهر وتغلق هاتفك النقال في وجه اتصالاتنا الهاتفية.