شن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، هجوما شديد اللهجة ضد حليفه السياسي، عبد الإله بنكيران، الذي اتهمه ب»عرقلة التعديل الحكومي بدعوى وجود قرار من أعلى أوقف التعديل»، حيث اعتبر شباط أن «الدستور واضح ورئيس الحكومة هو الذي لديه القرار الأعلى في هذه النقطة، حيث يمكنه أن يقيل أو يطلب تعديلا وإذا كان أي شيء معرقل فهو معرقل لدى رئيس الحكومة، لأننا عندما نكون ضعفاء نلقي باللوم على الآخرين».
واعتبر شباط، في لقاء مع المشاركين في فعاليات الجامعة الجهوية للتكوين للمنطقة الشمالية الوسطى، أول أمس بمدينة سيدي سليمان، أنه «ليس مقبولا أن تكون لدى رئيس حكومة كل الاختصاصات التي لم تكن لأي رئيس حكومة سابق ويقول بأنه يعرقل وبأنه ضحية». وأضاف قائلا: «إذا كان هو ضحية فماذا سنقول نحن، فالشعب يريد رئيس حكومة قويا لحل المشاكل، ولكنه يبحث فقط عن متى ستجرى الانتخابات الجهوية والمحلية ما حد السوق مازال سخون والشعب مازال ماعاق»، على حد تعبيره.
وعبر المعارض الأول لحزب العدالة والتنمية داخل الائتلاف الحكومي عن رفضه تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، «عندما قال في مدينة الدارالبيضاء حتى الاستشهاد والله لن أرحل»، حيث اعتبر أن خطاب بنكيران «هو نفس الخطاب الموجود في مصر، والهدف منه التشبث بالكرسي والاستحواذ على الجميع وهذا مخطط لإقصاء الآخر».
ووجه الأمين العام لحزب الاستقلال سهام نقده الحادة لحزب العدالة والتنمية، الذي قال عنه إنه تأسس باتفاق مع المخزن وادريس البصري، «وفي بدايتهم طولبوا بترشيح فقط 30% فقاموا بذلك وفي مرة أخرى 50% فقاموا بذلك، ودخلوا الحكومة ويقولون بأن هناك من يعرقلهم ويقدمون أنفسهم ضحية»، حيث اعتبر أن «الخلاف مع الحكومة جوهري ومبدئي لأنه يعتبرون أن المغرب بدأ في 25 نونبر 2011».
ونفى شباط أن يكون حزب العدالة والتنمية القوة الأكبر داخل الأغلبية، حيث أكد أن «حزب الاستقلال هو الأول بامتياز لأن البرلمان المغربي بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس المستشارين، والحزب لديه 113 برلمانيا والعدالة والتنمية لديها فقط 111 عضوا برلمانيا فقط».
واعتبر أن حديث من وصفها بحكومة «النوايل» عن وجود اعتمادات مرحلة ليس حقيقيا، «لأنهم تركوا ميزانية 2012 وأضافوا إليها ميزانية 2013، على اعتبار أن الانتخابات الجماعية ستكون في 2013 وسيبدؤون الاشتغال لكي يصوت المواطنون لهم، ولا يكترثون لانعكاسات ذلك، لأنهم يؤمنون بالحزب ولا يؤمنون بالدولة».
ولم يسلم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من هجوم حميد شباط الذي أسماه ب»الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة»، حيث سجل أنه «لو كان أمين عام حقيقة لحزب تقدمي لاشتغل على أن يصل حزبه إلى الصدارة، ولكن المصلحة تعمي الناس وهؤلاء ليس لهم مستقبل ومشاكلهم الداخلية ستتعمق لأنهم فقدوا هويتهم .. ومثل هؤلاء الناس لا نجيبهم وفاقد الشيء لا يعطيه».
كما كشف أن نبيل بنعبد الله انفرد بياسمينة بادو ليقنعها بضرورة الزيادة في الأسعار، خلال الاجتماع الأخير للأغلبية، وهو الأمر الذي دفعه إلى إصدار بيان قال فيه إن الزيادة خط أحمر. كما أكد أن رئيس الحكومة أثار فعلا تقليص الأجور خلال اجتماع الأغلبية وعندما سئل عن ذلك رد قائلا: «ماتقلولي والو...إيلا كانت الضرورة نقص راه غادي نقص».
ووصف شباط وزراء الحكومة ب»التلاميذ»، حيث أشار إلى أن «بنكيران جاء للمجلس الحكومي وقدم لكل وزير القيمة التي يجب أن يقلصها من ميزانية الاستثمار، فصفق الوزراء كالتلاميذ لأنه مع كامل الأسف لا توجد شخصية وكاريزما وزير حاضرة اليوم، أو أن يقوم بالضرب على الطاولة ويدافع عن الميزانية التي سيشتغل بها».
وعبر الأمين العام للاستقلال عن رفضه لما أسماه ب»الانتقائية»، «ونحن نعرف وضعنا وقلت لهم في الأغلبية الحكومية إننا مستعدون لفضح ملفات بعضنا لكننا «اولاد الناس ومربيين»، وهناك من جاءه استدعاء وكيل الملك ولم يذهب وهو في قيادة العدالة والتنمية إلى حين حفظ الملف المتعلق بالقتل».