مازالت جامعة كرة القدم ملتزمة الصمت، بخصوص مستقبل المنتخب الوطني المنهزم أمام تنزانيا بثلاثة أهداف لواحد، ضمن تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل. رئيس الجامعة لم يدل بأي تصريح صحفي، وبقية المسؤولين لا هم في العير ولا هم في النفير، بل إن عددا ممن اتصلنا بهم لم يترددوا في التأكيد أن لا معلومات لديهم، وأن الرئيس وحده هو الذي يعرف ما ستؤول إليه الأمور مستقبلا، وكيف سيتم تدبير أزمة المنتخب الوطني. هذا الصمت المقصود من طرف الجامعة فتح الباب أمام الكثير من التكهنات والإشاعات، بل وأدى إلى فوضى عارمة، علما أن المفروض أن يخرج علي الفاسي الفهري عن صمته، ويضع النقاط على الحروف، ويكشف عن خطته، إذا كانت له خطة أصلا للخروج من هذا الوضع، وكيف يمكن تدبير أمور المنتخب الوطني. مشكلة كرة القدم المغربية والمنتخب الوطني على وجه الخصوص، ليست في اللاعبين ولاحتي في المدربين، إنها في التسيير، وفي وجود أشخاص يديرون دفة الجامعة بدون عمق، وبدون أهداف، اللهم أهدافهم الشخصية وطموحاتهم الخاصة، لكن بما أن قدرنا أن تواصل هذه الجامعة تدبير الشأن الكروي، فإن على رئيسها أن يخرج إلى العلن، فإذا كانت لديه الثقة في عمل الطوسي مع المنتخب، ومقتنعا بما قام به، فعليه أن يقطع دابر الشك، ويخرج إلى العلن ويؤكد أن الرجل سيواصل عمله إلى نهاية عقده أو سيتم تجديد العقد مرة أخرى، وإذا كان لديه رأي آخر فليعبر عنه بكل وضوح، أما هذا الصمت المطبق وانتظار أن تمضي الأيام والأسابيع حتى ينسى المغاربة «نكسة» هزيمة دار السلام، فليس معقولا ولا مقبولا، وسيزيد من متاعب المنتخب الوطني، الذي هو في حاجة إلى من يضعه على الطريق الصحيح، وينتشله من «الظلام» الذي يعيش فيه، ومن الأيادي التي تعبث به. للأسف، علي الفاسي الفهري لايتواصل ولا يحسن التواصل وهذا باعترافه، ويختار الصمت، وعندما تتجاوزه الأحداث لا يتردد في التأكيد أنهم جاؤوا به، وأنه يرغب في الرحيل، لكن الأمر ليس بيده، علما أن هذا ليس مبررا لعدم العمل وللعبث بالكرة المغربية والمنتخب الوطني وقيادته إلى الهاوية. الشجاعة ضرورية لتسيير جامعة من حجم كرة القدم، والوضوح أساسي أما اللبس فإنه قاتل، هذا مع اتفاقنا أن المرض في الجامعة وليس في مكان آخر.