لن يعقد علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أية ندوة صحفية ليكشف فيها للرأي العام الوطني عن حيثيات خروج المنتخب الوطني مبكرا من النهائيات الإفريقية التي ما زالت تتواصل بجنوب إفريقيا، ويقدم الحسابات الضرورية، سواء المادية أو الأدبية. فالواضح من الإعلان عن ندوة يعقدها رشيد الطاوسي، الناخب الوطني، اليوم السبت، أن الجامعة، كعادتها، ألقت بكرة النار في يدي "كبش الفداء"، ورجعت إلى الخلف، في انتظار ما سيخلفه كلام المدرب لدى الرأي العام، سيما وهي تعرف أنه لاقى تعاطفا من الشارع الكروي المغربي بعد المباراة الأخيرة ضد جنوب إفريقيا. والواضح أيضا أن علي الفاسي الفهري، ومن اقترحوا عليه، من مستشاريه "العظام"، أن يعقد الناخب الوطني ندوة صحفية يتحدث فيها عن مشاركة أسود الأطلس في النهائيات القارية، أرادوا تبخيس القضية ككل، وحصرها في ثلاث تعادلات، وليس في خطة عمل جامعة لم تعرف طريقها إلى النجاح. فقد كان المفروض أن يخرج رئيس الجامعة بنفسه إلى العلن، ويقدم الحساب، خاصة أنه مضى على آخر ظهور له باسم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقت طويل جدا، فضلا عن أن هناك بالفعل أسئلة كثيرة، ومحرجة، تهم المنتخب، ورحلته إلى جنوب إفريقيا، وخاصة في ما يتعلق بالجانب المالي، الذي قيل بشأنه الكثير من الكلام. ثم إن المسألة لا تتعلق فقط بمنتخب خرج من الدور الأول للنهائيات القارية، وسيأتي ناخبه ليقول كلاما مكرورا، من قبيل إنه لم يتوفر له الوقت الكافي للتحضير، والآن صار لديه نواة لمنتخب قوي سيتشكل في المستقبل، طالبا الوقت ليعمل في هدوء، وما إلى ذلك مما أصبح معروفا لكثرة ما قاله رشيد الطاوسي، وكرره. المسألة يا سادة، وينبغي احترام ذكاء المغاربة، تتعلق بفشل طويل الأمد، بدأ مع التعيين الذي اعتبره الفهري، ومن معه، "كارط بلانش"، فإذا بهم ينهون العمل بالمجموعة الوطنية للنخبة، ثم مجموعة الهواة، ما أدى عمليا إلى تجميد العصب، وبالتالي إلى مركزة القرار في يد ثلة من الأعضاء الجامعيين الذين لا يعرف أحد كيف ومتى يعملون، حتى إن بعض القرارات صدرت دون أن يعقد لها مكتب جامعي، فقط لأن الرئيس ارتأى أنها ناجعة، وتبين في وقت لاحق أنها ليست كذلك. إن تدبير كرة القدم في المغرب لم يكن ناجحا جدا قبل مجيء علي الفاسي الفهري، وإذا به ينزل إلى الحضيض. غير أنه كان يدبر بطريقة عشوائية في ما قبل، وقيل إنه سيصير احترافيا، وفي ظل الشفافية، والحكامة الجيدة، عندما عين الرئيس الجديد خلفا للجنرال حسني بنسلميان، وهو الوعد الذي ظل حبرا على ورق، بما أن الرئيس الحالي لم يقد أي حساب إلى اليوم. والمصيبة أن الكرة المغربية، عكس ما يروج، ماضية إلى الهاوية، بفعل غياب الوضوح، سيما على مستوى المنتخبات الوطنية، حيث يدير أمورها رجل هولندي اسمه بيم فيربيك، لا أحد يعرف ما يفعل، ولا متى يشتغل، ولا من يسوسه. المسألة إذن بحاجة إلى إعادة نظر، على أن تأتلف لها كل الأطر الوطنية في جلسات نقاش تشرف عليها الجهات الوصية، بما أن الأمر يتعلق بمصلحة وطنية، وليس برغبة في احتكار، وإدارة فوقية، تنزل بقرارات، وحين يتبين خطأها، تعقد ندوة صحفية لناخب أو مدرب، أو إداري، يقال فيها اي كلام والسلام. إلى اللقاء.