انتهت كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، وفاز المنتخب الزامبي باللقب الإفريقي لأول مرة في تاريخه، واستخلصت الكثير من المنتخبات دروس المشاركة وأدركت أخرى حجم الأخطاء المرتكبة، في الوقت الذي مازالت فيه «صدمة» إقصاء المنتخب الوطني تثير الكثير من التساؤلات، دون أن يظهر أن جامعة الكرة استوعبت الدرس جيدا. عدد من المنتخبات كشفت عن خارطة طريقها للمرحلة المقبلة، وعن رهاناتها وعن التغييرات التي ستقدم عليها، أما جامعة الكرة لدينا فمازالت تسير بنفس الإيقاع ويبدو أنها ستكرر نفس الأخطاء. رئيس الجامعة، لم يكلف نفسه عناء جمع أعضاء مكتبه الجامعي والتداول في موضوع الإقصاء. عندما سأله البرلمانيون عن المرحلة المقبلة قال إنه لا يمكن له الحديث عن الأخطاء المرتكبة إلا بعد أن يجتمع المكتب الجامعي، ولما سألته الصحافة، بدأ في الحديث عن بعض الأخطاء المرتكبة وعن ضرورة استمرار المدرب في مهامه، وعن المشروع الذي جاء به غيريتس. ولما طالبه أعضاء المكتب الجامعي بعقد اجتماع للتداول في موضوع الإقصاء تعلل بكثرة انشغالاته، وإلى اليوم مازال هذا الاجتماع لم يعقد، في الوقت الذي اعترف فيه نائبه عبد الإله أكرم الذي يترأس فريق الوداد، بأن أعضاء الجامعة مجرد كومبارس ولا دور لهم في اتخاذ القرار. فهل من الديمقراطية في التسيير، أن ينفرد السيد الفهري بالقرار، ولا يقدم الحساب حتى لأعضاء مكتبه الجامعي؟ المدرب غيريتس، الذي قال إنه استوعب درس الغابون، بدا أنه لا هو في العير ولا في النفير، فمازال مصرا على نفس طريقة العمل، يواصل سفرياته الأوروبية على حساب مالية الجامعة، يتابع الممارسين بأوروبا ويبحث عن أسماء جديدة، دون أن يدرك أن بناء منتخب لكرة القدم لا يعتمد على الفرديات فقط، ولكن على تشكيل مجموعة متجانسة تلعب وفق قالب جماعي. غيريتس في كل مرة يوجه اللوم إلى طرف، فمرة للظروف الإفريقية وأخرى للاعبين وثالثة للتحضير ورابعة للاعبين، مع أنه هو الذي اختار كل هذه الأشياء، وهو الذي قرر أن يسافر إلى ليبروفيل في «ثوب» البطل. لقد قدمت كأس إفريقيا دروسا مجانية لجامعة الكرة وللمدرب غيريتس، وكشفت أن ما يحقق الإنجازات هو وجود أصحاب الاختصاص وهو وضوح الرؤية، وتحديد الأهداف بدقة، وليس صنع «أحلام» سرعان ما تتحول إلى كوابيس.