لم يكشف الخروج المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، «وهم» التعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، والأخطاء الفادحة التي ارتكبتها جامعة كرة القدم فقط، بل إنه كشف أيضا «انتهازية» عدد من المدربين وأشباه المحللين الذين يملؤون الإذاعات والقنوات ضجيجا، دون أن تكون لهم الجرأة لكشف الحقائق ولقول كلمة الحق، إلا من رحم ربك بطبيعة الحال. هناك اليوم انتقادات لاذعة لجامعة كرة القدم، وهي انتقادات مبررة خصوصا وأن «فضيحة» الإقصاء المبكر صدمت الشارع المغربي وتسببت له في خيبة أمل كبيرة، لأن آمالا كبيرة عقدت على هذا المنتخب، الذي لم يتردد مدربه إيريك غيريتس ورئيس الجامعة علي الفاسي الفهري في أن يؤكدا قبل السفر إلى الغابون أن المغرب ذاهب إلى ليبروفيل من أجل الظفر باللقب القاري. لذلك، عندما توجه الانتقادات اليوم للجامعة، فإنها توجه لها من منطلق أنها أولا تفتقد للشرعية، بما أن رئيسها وأعضاء مكتبها الجامعي لم يتم انتخابهم، ولم تعقد طيلة ثلاث سنوات أي جمع عام، وكذلك لأنها أبانت عن فشل ذريع في تدبير ملف المنتخب الوطني، دون أن تكون لها الجرأة للاعتراف بأخطائها. لكن المثير في «إخفاق» المنتخب الوطني أنه في الوقت الذي تلتزم فيه الجامعة بالصمت فإن هناك من أصبح ينصب نفسه مدافعا عنها، يوجه رشاشه صوب منتقديها، ويجد الأعذار لإخفاق كارثي، ولكي تكتمل الصورة فإنه يحمل المدرب إيريك غيريتس مسؤولية الإخفاق، ثم يبدأ في رمي الورود على الجامعة لأنها حسب أرائهم وفرت للمنتخب الوطني وللمدرب غيريتس كل ظروف الاستعداد الجيد وجميع وسائل العمل، و»أريحية مطلقة». يا سادة، إن مسؤولية الجامعة لا تقتصر فقط على توفير ظروف الاستعداد الجيد للمنتخب الوطني، فهذا من صميم مسؤولياتها، لكن الأهم من ذلك أن تكون لها استراتيجية واضحة بأهداف محددة، وأن تكون لمسؤوليها القدرة على دق ناقوس الخطر، وعلى اختيار المدرب المناسب. أما آخرون فإنهم يقلبون الطاولة على الجميع، يوجهون الاتهامات يمينا وشمالا، لكن ما أن يقتربوا من رئيس الجامعة حتى يبدأوا في القول إنه ليس مسؤولا، وأن المحيطين به هم سبب «كارثة» المنتخب الوطني. إن مسؤولية الجامعة عن إخفاق الغابون ثابتة ويتحملها الرئيس وجميع أعضاء المكتب الجامعي بمن فيهم الذين يقومون بدور الكومبارس، أما استثناء الرئيس والحديث عن توفير الجامعة لظروف جيدة للمنتخب الوطني ولمدربه، فإنه «نفاق» يجب وضع نقطة نهاية له وإلا فإن الكرة المغربية لن تمضي إلى الأمام.