الفريق الوطني يودع مبكرا المنافسات الإفريقية وسط أجواء من الحسرة والحزن حان الوقت لاستخلاص الدروس ودع الفريق الوطني مبكرا بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 من الشهر المقبل، بعد خسارته الثانية على التوالي، وذلك وسط أجواء من الحسرة والحزن الشديد التي تسود الشارع المغربي عقب الإقصاء. وفجر المنتخب الغابوني مفاجأة كبيرة في البطولة الحالية بعدما حجز مقعده في دور الثمانية على حساب المنتخب المغربي، الذي كان من بين المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب أو على بلوغ الأدوار النهائية. ونجح المنتخب الغابوني في تحويل تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوز مستحق في الشوط الثاني ليلحق مع نظيره التونسي بمنتخبي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار في الدور القادم، وتقدم المنتخب المغربي بهدف مبكر سجله حسين خرجة في الدقيقة 25 ثم رد المنتخب الغابوني بهدفين متتاليين سجلهما بيير أوباميانغ والبديل دانيال كوزين في الدقيقتين 77 و79. وفي سياق متصل، صبَّ العديد من المدربين المحليين جام غضبهم على إيريك غيريتس، وحمَّلوه مسؤولية الإقصاء الكارثي، كونه كان يحظى بجميع الامتيازات المعنوية والمالية التي لم يسبق تخصيصها لمدرب من قبله، بينما كان بادو الزاكي الذي بلغ رفقة الفريق الوطني إلى المباراة النهائية بدورة تونس 2004، يتقاضى أقل من راتب غيريتس بكثير. كما يرون أن السبب وراء الخروج المبكر يعود لاختيار منطقة ماربيا بإسبانيا للإعداد القبلي لعناصر الفريق الوطني، والذي لم يساعد اللاعبين على استرجاع تنافسيتهم ولا التعرف على الأجواء الإفريقية المعتادة، حيث بدا لاعبو الفريق الوطني منهكين كثيرا من عامل الرطوبة الذي تعرفه الغابون. وفي المقابل، أعلن غيريتس أنه يأمل بمواصلة المشوار مع المنتخب المغربي، واصفاً الخروج المبكر من كأس أفريقيا بأنه فشل في نصف المشوار، مضيفا أنه طالما ظل مدربا فإنه سيتحمل مسؤولياته وسيظل متمسكا بفلسفته، كما اعترف أنه بوسع اللاعبين القيام بما يطلبه منهم وقد أظهروا ذلك عدة مرات في السابق، وأنه ليس سعيدا بالخسارة بكل تأكيد ويتحمل المسؤولية في النهاية. لكن لا يجب الاختفاء وراء هذه التبريرات، بل يتعين على الجميع مواجهة الحقيقة التي تتمثل في واقع الإقصاء، كما يجب على الجميع من مدرب ولاعبين وجامعة أن يستخلصوا الدروس بدل تبادل التهم والبحث عن كبش فداء لهذا الإخفاق. وتعليقا على الإقصاء المبكر لأسود الأطلس، قال المدرب المساعد السابق للفريق الوطني عبد الغني الناصري لبيان اليوم، أن غيريتس أخطأ حين أوهم الجميع، إنه ذاهب إلى الغابون من أجل الفوز بكأس إفريقيا، مضيفا أن هناك منتخبات مرشحة أكثر منا للفوز باللقب لم يقل مدربوها إنهم سيفوزون بالكأس، بل اكتفوا بالقول إنهم سيخوضون النهائيات على شكل مباراة بأخرى، وهذا أكبر خطأ ارتكبه الناخب الوطني، لأنه حمل اللاعبين ثقلا كبيرا، وباتوا يفكرون في المباراة النهائية أكثر من تفكيرهم في المباراة الأولى أمام تونس، والمباراة الثانية أمام الغابون. وأضاف الناصيري أنه يجب أن يتحمل كل طرف مسؤوليته في هذا الإخفاق، موضحا أن غيريتس ليس وحده من يتحمل مسؤولية الإخفاق، هناك العديد من الأطراف، لهذا على كل طرف أن يتحمل مسؤوليته كاملة، لأن الصدمة كبيرة لدى الجميع. وتابع الناصيري، إن غيريتس عمل على تهميش لاعبي البطولة المحلية، حين استدعى أغلب اللاعبين من أوروبا، مع أنهم تنقصهم التنافسية، باعتبار أن العديد منهم لا يشاركون في المباريات الرسمية رفقة الأندية التي يلعبون لها إلا نادرا، مضيفا أنه لا يمكن بناء منتخب قوي قادر على المنافسة على الكأس الإفريقية في سنة أو سنتين، بل إن الأمر يحتاج سنوات طويلة من العمل.