كلف إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم من الدور الأول لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 مالية الجامعة حوالي 14 مليار سنتيم. وكشفت مصادر مطلعة أن الجامعة الملكية المغربية كانت الأكثر إنفاقا سواء في مرحلة الإقصائيات أو في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية. ونسبة إلى المصادر نفسها، فإن المنتخب الوطني كان في جميع سفرياته يتنقل عبر طائرة خاصة، كما كان يقيم بأفخم الفنادق، بينما يحصل اللاعبون على تذاكر سفر من الدرجة الأولى. وبينما لم يتسن ل«المساء» أخذ وجهة نظر علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الذي كان هاتفه النقال يرن دون أن يرد، لمعرفة تفاصيل أدق حول مالية الجامعة، فإن المصادر التي تحدثت ل»المساء» أشارت إلى أن غيريتس الذي أشرف على المنتخب الوطني طيلة 15 شهرا حصل على ما يقارب 4 ملايير سنتيم، عبارة عن رواتب شهرية ومنح وتعويضات عن المهام، في الوقت الذي نال فيه طاقمه المساعد ما يقارب المليارين من السنتيمات خصوصا أن رواتبهم مرتفعة كذلك، في الوقت الذي كلفت فيه سفريات المنتخب الوطني وتعويضات اللاعبين ومصروف جيبهم رفقة أعضاء المكتب الجامعي حوالي سبعة ملايير سنتيم. وخاض المنتخب الوطني في التصفيات ستة مباريات، في مجموعة ضمت بالإضافة إليه منتخبات الجزائر وتانزانيا وإفريقيا الوسطى، وأجرى أربع مباريات ودية أمام إيرلندا الشمالية ببلفاست والنيجر وأوغندا والكامرون بمراكش في إطار دورة «إل.جي»، بينما خاض في النهائيات ثلاث مباريات فقط، أمام منتخبات تونس والغابون والنيجر. ومنذ تولي علي الفاسي الفهري رئاسة جامعة كرة القدم في 16 أبريل من سنة 2009، لم يعقد أي جمع عام، بل إن هناك غموضا في التدبير المالي للجامعة. وترفض الجامعة الإفصاح عن الراتب الشهري لإيريك غييريتس المقدر في 250 مليون سنتيم، بدعوى أن هناك بندا سريا في العقد يمنع الجامعة من الكشف عن قيمته المالية، علما أن غيريتس كان أدلى بتصريحات للصحافة البلجيكية كشف فيها أن راتبه يصل إلى 250 ألف أورو، وأن الجامعة هي التي دفعت الشرط الجزائي لفريق الهلال. وترفض الجامعة كذلك الكشف عن تكلفة تجمعات المنتخب الوطني والمباريات التي يخوضها. من ناحية ثانية لم يمانع لاعبو المنتخب الوطني في الحصول على منحة مصروف الجيب المقدر في مائتي أورو لليوم الواحد، رغم الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني. ولم تقتصر المنح على نهائيات الغابون، بل طالت أيضا التجمع التدريبي بماربيا الإسبانية. وينهي المنتخب الوطني مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا يومه الثلاثاء بمواجهة منتخب النيجر، الذي أقصي بدوره. وصنفت المشاركة المغربية في الغابون على أنها الأسوأ في تاريخ الحضور المغربي في كأس إفريقيا، فلم يسبق للمنتخب الوطني في تاريخ مشاركاته الذي يمتد ل14 دورة منذ سنة 1972 بالكامرون أن أقصي بعد إجرائه مباراتين فقط. وسبق للمنتخب المغربي أن فاز باللقب الإفريقي مرة واحدة سنة 1976 بإثيوبيا، وبلغ النهائي في دورة 2004 بتونس، وخسر أمام البلد المضيف تونس بهدفين لواحد، ووصل إلى الدور نصف النهائي في دورة لاغوس 1980 والقاهرة 1986 والدار البيضاء 1988، علما أنه في مشاركاته الثلاث الأخيرة خرج من الدور الأول، بينما لم يتأهل إلى دورة أنغولا 2010.