دق فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان في آسفي ناقوس الخطر بشأن ما يجري في مستشفى محمد الخامس في آسفي داعيا السلطات العليا المسؤولة إلى فتح تحقيق عاجل بخصوص ما يعانيه المرضى وعائلاتهم، خاصة في قسم الولادة، حيث «ما زالت معاناة مواطني إقليمآسفي مستمرة جرّاء الاختلالات التي تقع في هذا القسم، حتى أصبح ولوج هذا المستشفى محفوفا بالمخاطر، نظرا إلى التراجع في الخدمات الصحية على مستوى الصحة الإنجابية»، وفق بيان للمركز، توصلت «المساء» بنسخة منه. وأضاف البيان نفسه أنّ الجميع في هذه المدينة يحملون في مخيلتهم صورة قاتمة عن هذا المستشفى، خصوصا قسم الولادة، «فعوض أن يكون هذا القسم مكانا للرحمة والأمان بالنسبة للنساء الحوامل، أصبح قسما للإهانة والأخطاء الطبية وإزهاق الأرواح»، بالنظر إلى عدد وفيات النساء الحوامل فيه، إذ إن كثيرا منهنّ دخلن بصحة جيدة إلى هذا المستشفى وخرجن محمولات على نعوش، في ظروف وصفها البيان نفسه ب»الغامضة»، وهو ما كان موضوعَ مراسلات عديدة للمركز المغربي لحقوق الإنسان بخصوص «حالة الفوضى والخروقات الخطيرة التي يعرفها قسم الولادة جراء تحطيم رقم قياسي في عدد الوفيات في وفي السنين الأخيرة»، كما قال رشيد الشريعي، رئيس فرع المركز، ل»المساء». وأضاف المصدر نفسه أنّ عدة لجن وزارية حلت بالمستشفى المذكور من أجل فتح تحقيق في الاختلالات التي يعرفها قسم الولادة، وبعد مدة تم تنقيل كل من المندوب الإقليمي ومدير المستشفى، غير أنّ «درا لقمان ظلت على حالها»، يقول الشريعي وسجل الفرع العديد من الحالات التي طلبت مؤازرته. والتمس المركز التدخل من أجل تعميق البحث في جميع الملفات التي طالها «الإهمال» من أجل الوقوف على مُجمَل الاختلالات التي عرفها مستشفى محمد الخامس في السنوات الأخيرة، بدءا من سنة 2008 إلى سنة 2013. وأضاف الشريعي أنّ «مستشفى محمد الخامس يستحق أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، نظرا إلى تحطيمه رقما قياسيا في الوفيات بهذا القسم». وعدّد بيان المركز العديد من الحالات المتعلقة بنساء حوامل دخلن في صحة جيدة وغادرن جثثا هامدة، وأخريات فقدن مواليدهنّ الجدد، وآخرهنّ حالة زكية موصنيف، زوجة «لحبيب»، التي توفيت بسبب «التماطل»، إذ توفي جنينها قبل الوضع، بعدما رُفِض استقبالها بذريعة أنّ لحظة وضعها حملَهالم تحن بعدُ.. وجاء في البيان أنّ الجنين كان قد توفي في بطن أمه منذ مدة تفوق ثلاثة أيام، وتدهورت حالتها الصحية بشكل وُصف ب»الخطير»، وبتاريخ 26 مارس الماضي خضعت المعنية مرة ثانية لعملية أخرى، وقد كانت وضعية الضحية زكية موصنيف متدهورة، وبعد العملية تم إخبار زوجها وأهلها أنّ الضحية توفيت مباشرة بعد إجراء العملية، حيث صرح الطبيب للعائلة «الله يْجعل دنوبْها عْلى اللي دارْ ليها العملية الأولى».. حسب ما جاء في طلب المؤازرة. وفي هذا الإطار، وضع زوج المتوفاة شكاية لدى إدارة المستشفى من أجل فتح تحقيق في الموضوع، كما سُجِّلت شكاية في الموضوع نفسِه لدى الوكيل العام في محكمة الاستئناف في آسفي. وعدّد البيان نفسه حالات العديد من النساء الحوامل اللواتي توفين أو فقدن أجنتهنّ بسبب الاختلالات التي تقع في المستشفى المذكور، ومنهن رشيدة وارطي، التي توفيت في ال14 من أبريل 2008 داخل قسم الولادة، وغيرها من السيدات اللواتي «كسرن» أو كنّ ضحايا خطأ طبي تسبب في مصرعهنّ. وقد تعذر على «المساء» الاتصال بإدارة المستشفى، بعدما وجدت هاتف أحد المسؤولين خارج التغطية.