سجلت حالة وفاة جديدة بقسم الولادة بمستشفى محمد الخامس بآسفي بسبب الإهمال، لتنضاف إلى قائمة الوفيات في صفوف النساء الحوامل، التي شهدها القسم المذكور أخيرا. وقال مصدر مطلع ل"المغربية" إن الأمر يتعلق بزهرة كنبو (28 سنة)، دخلت قسم الولادة يوم 7 ماي الجاري، وأصيبت بنزيف دموي حاد، لم يمهلها كثيرا، رغم تزويدها من طرف مركز تحاقن الدم بفصيلة دمها النادرة (o-)، غير أنها لقيت حتفها بمجرد دخولها قسم الإنعاش. وأضاف المصدر نفسه أنه رغم وفاة كنبو نتيجة الإهمال، فإن زوجها لم يحرك أي دعوى قضائية مثلما فعل أحمد الجعادي، الذي توفيت زوجته في شهر مارس الماضي، والذي طلب بفتح تحقيق قضائي، على إثره عينت لجنتان لاستقصاء الحقيقة من كل من إدارة المستشفى ووزارة الصحة. وحسب رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان، الذي تتبع أزيد من تسع حالات وفيات بقسم الولادة، فإن حالات أخرى من الوفيات لم يتوصل المركز بعد إلى عائلات ضحاياها، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية. وكانت "المغربية" فجرت ملف توالي وفيات نساء حوامل بقسم الولادة بمستشفى محمد الخامس بآسفي، وأنجزت تحقيقا في الموضوع بعنوان "مستشفى محمد الخامس مقبرة النساء الحوامل". وذكرت مصادر "المغربية" أن عائلات الضحايا والمتتبعين مازالوا ينتظرون تقرير لجنة تقصي الحقائق والإجراءات التي ستتخذها الوزارة في حق الأشخاص، الذين تبث إهمالهم وتقصيرهم في المسؤولية. وأضافت المصادر ذاتها أنه بالنسبة إلى المشكل المتعلق بوفاة زوجة الجعادي، التي توفيت نتيجة نزيف حاد، أنه تبث للجنة التي قدمت من المركز الوطني لتحاقن الدم، من أجل الوقوف على حقيقة وجود الدم بمركز تحاقن الدم بآسفي من عدمه يوم الوفاة، أن كمية الدم المطلوبة كانت موجودة، لكن الطلب لم يكن يتوفر على الشروط المعتمدة في البرتوكول الموقع ما بين مركز تحاقن الدم وأقسام المستشفى، المتمثلة في توقيع الطبيب المسؤول واسم القسم صاحب الطلب. وأضافت المصادر أنه كان على المسؤول بمستشفى محمد الخامس بدل بعث سيارة الإسعاف لإحضار كمية الدم المطلوبة من مراكش، أن يرسل طلبا آخر مذيلا بتوقيع الطبيب المسؤول واسم القسم (الولادة)، لتفادي المشكل.