حذر عبد الله باها، وزير الدولة، من ثقافة الصراع والتنازع حول الاختصاصات والمواقع والإمكانيات، معتبرا أنّ غياب ثقافة التعاون يؤدي إلى تضييع الكثير من المال والجهود والوقت. واعتبر وزير الدولة، في حفل إعطاء الانطلاقة ل»برنامج دعم مدينة تامسنا»، صباح أمس في المدينة ذاتها، أنّ «هذا اللقاء لم يأتِ فقط من أجل القيام بعمل يجعل مختلف المُتدخّلين يتعاونون لإنجاز كل ما يتعلق بهذه المدينة، من مرافق وبنيات تحتية وغيرها، وإنما اجتمعنا لأنّ هذا نعطي به الانطلاقة لأسلوب جديد في التعامل مع المشاريع، من خلال المقاربة التعاونية والتشارُكية والالتقائية، لأنّ الثقافة الأصيلة المغربية التي قطع بها المغاربة القرون هي ثقافة التعاون والتضامن، لكنْ طرأت علينا ثقافة الصراع والتنازع والفردانية والأنانية». وأكد وزير الدولة أنه قد «آن الأوان لننتقل من ثقافة التنازع والصّراع على الإمكانيات والمواقع والاختصاصات.. إلى أن نفكر في التعاون لإنجاز المشاريع المطروحة أمامنا، وهو أمر متعلق فقط بإرادتنا، لأنّ أكبر ثورة نملكها هي المغاربة، رجالا ونساء، ومشكلتنا ليست متعلقة بموارد مالية أو بشرية، فهناك موارد مالية يمكن تعبئتها محليا». وأوضح بها أن «أصدقاء المغرب وشركاءه يمكن أن يمولونا، لكن مشكلتنا هي في طريقة تدبير هذه الموارد، وما لم تتحسّن طريقة التدبير فلا شك أنّ من يمولوننا من أصدقائنا سيتعبون، إذا لم تكن لذلك نتائج، لأنهم يقومون بذلك لكي نتقدّم ولأجل مزيد من الاستقرار لبدلنا». من جهته أكد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، أنّ «ما نريده اليوم هو تصحيح الاعوجاجات والتقليل من تأثير النقائص، والطريقة التي تم اعتمادها هي المقاربة التي تعتمد على التقائية السياسات العمومية، وهو الأمر الذي لا نجده في الواقع، والبحث عن أنّ كل الإنجازات أو المشاريع التي تبرمج أو تنفذ في مكان واحد وظرف واحد». وأكد نبيل بنعبد الله أنّ الوزارة تحضّر لقانون للمدن الجديدة، بسبب مجموعة من الإشكالات التي رافقت إنشاء ونمو هذه المدن، سواء المتعلقة بتعدد الجهات المتدخلة فيها أو عدم احترام إنجاز المرافق وضعف قدرة الجماعات المحلية لمواكبة المدن، والتي تكون في غالب الأحيان جماعات قروية. وسيمتدّ مشروع برنامج دعم مدينة «تامسنا» بين سنتي 2013 و2017، بغلاف ماليّ قدره نحو 538 مليون درهم، والذي يهدف إلى ضمان تنمية متجانسة ومتوازنة لكل المكونات العمرانية للمدينة وتسهيل الولوج إليها، والعمل على ربطها مع المجالات الترابية المجاورة لها، إضافة إلى مصاحبة الدينامية التي ستترتّب عن نموها، مع التحكم في تطورها المُستقبليّ ضمن محيطها المباشر. وتتمثل المحاور الكبرى من هذا البرنامج، الذي سيُمكّن من إنجاز 23 مشروعا مهيكلا ومجموعة من التجهيزات والمرافق، في إعادة تهيئة خمسة محاور طرقية رئيسية، وتوفير التجهيزات العمومية الأساسية، من قبيل مركّب جامعي ومستشفى محلي وثلاثة مراكز صحية، ومركب ثقافي ومركز للاستقبال والندوات ومُتنزّه، وتوفير تجهيزات للقرب، وتأثيث المشهد الحضريّ، ودعم تدبير وصيانة المدينة، من حيث جمع النفايات المنزلية وتوفير الإنارة وتأمين الحراسة والصيانة.. وقد شهد حفل إعطاء انطلاقة للبرنامج احتجاجا قويا من طرف مواطن قدّم نفسه كقاطن متضرّر من الاختلالات التي تعرفها مدينة «تامسنا»، حيث استنكر ما اعتبره «تغييبا» لصوت المواطن في هذا اللقاء، خاصة أنّ «المشاريع السكنية تعاني من الكثير من الإشكالات»، على حد تعبيره.