بدأ مصطفى عيزان مشواره الرياضي ضمن الفئات الصغرى للرجاء البيضاوي لكن مساره توقف عند بوابة الفريق الأول، فقد كان من الصعب إيجاد موقع قدم في تشكيلة تضم فتحي جمال والحمراوي والصديقي ومديح وموحيد والتيجاني وغيرهم من الأسماء ذات الصفة الدولية، حينها قرر الفتى البحث عن فضاء آخر بعيدا عن الوازيس معقل الرجاء. في مفترق الطرق توصل عيزان بتعيين من طرف وزارة التربية الوطنية عجل برحيله إلى أبي الجعد بإقليم الجديدة، ليمارس مهمة مدرس للغة الإنجليزية، حينها آمن الولد بأن مستقبله في تادلة وليس في البيضاء. تدرب الفتى رفقة نادي أولمبيك خريبكة لكن المدرب اللوزاني نصحه باستكمال المشوار مع فريق أبي الجعد على أن يخضع لمتابعة من طرف إدارة النادي الخريبكي في أفق جلبه للفريق في الفترة الشتوية للانتقالات. لكن عيزان قرر أن يتابع تكوينه خارج المغرب بعد موسمين قضاهما بين نهضة أبي الجعد وشباب تادلة، وركب البحر في اتجاه أوربا بحثا عن شهادة الماجيستر في التربية البدنية بعد أن شعر بالاختناق وهو يدرس الإنجليزية بلباس رسمي. «أنا عاشق للكرة ولا يمكن أن أقف أمام السبورة كل يوم من أجل تلقين اللغة الإنجليزي وفي دواخلي شوق لمداعبة الكرة في ملعب المؤسسة التعليمية» يقول عيزان بحسرة كبيرة. في إنجلترا قرر الولد اجتياز مجموعة من التربصات التكوينية الغاية منها التحول من مدرس لغة إلى مدرس كرة، وبين سنتي 1994 و2004 نال مصطفى شواهد أخرى من الاتحاد الأوربي لكرة القدم وطار على الفور نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أشرف على تدريب فريق بجامعة كاليفورنيا، وتوج بلقب أحسن مدرب في الألعاب الجامعية «سلمني تومي سميت اللاعب السابق لليفربول أمام أزيد من 500 مدرب». عاد مصطفى إلى إنجلترا حيث أشرف على تدريب فريق للجالية الإسبانية يمارس ضمن بطولة القسم الرابع شمال لندن، قبل أن يشارك في اختبار لانتقاء مدربي الفئات الصغرى لنادي مانشيستر يونايتد انتهى بانضمامه لهذا النادي العريق. عيزان هو العربي الوحيد الذي يوجد ضمن الطاقم التقني لمدرسة المانشيستر، «ليس من السهل انتقاء مغربي من بين 500 مدرب تقدموا للاختبار الذي لم يقتصر على المعارف المهنية، فقد كان النجاح عن جدارة وبدون تدخلات لأن الذين يشرفون على الاختبارات لهم من الكفاءة والنزاهة ما يجعلهم في منآى عن كل شك» يقول مصطفى بلغة الواثق. لا يقتصر دور عيزان وبقية المدربين داخل مدرسة مانشيستر يونايتد على تدريب الأطفال من مختلف الجنسيات على تلقين مبادئ الكرة بل يتعداه إلى فهم معنى الاحتضان والعلاقة مع المستشهرين وتاريخ الفريق وكيفية تدبير الندوات الصحفية من أجل صناعة محترف بكل المواصفات. قبل أيام تلقى المدرب المغربي عرضا من إدارة النادي الإنجليزي للانتقال إلى دبي من أجل الإشراف على فرع للمدرسة أنشئ مؤخرا في الإمارات العربية المتحدة، لكن رغم كل هذه الإغراءات إلا أن والدته لا تتوقف عن دعوته للاشتغال في المغرب وتذكره بالمثل القائل «قطران بلادي ولا عسل البلدان».