من أنا؟.. سؤال يبدو سهلا، لكنْ لو توقفنا لحظات للتفكير في هذا السؤال لاكتشفنا أنه من الصعب إيجاد إجابة حقيقية عنه، فقصة معرفة الذات تبدأ منذ الصغر، حيث يقوم الوالدان بمهمة كشف الطفل نفسَه أو تشويش رؤيته إلى ذاته.. حسب رأي نعيمة الوعاي المدربة في التنمية البشرية. فحينما يتربى الطفل في بيئة بها وعي ومتوازنة ينعكس ذلك في سلوكه من خلال تمثل صحيح في حياته ومستقبله، أما عندما تكون تربية الطفل سلبية ومنذ الصغر فستكون سلوكياته مُبرمَجة بطريقة معينة وباعتقادات سلبية، مصحوبة بأحاسيسَ تجعله يحتقر نفسه ويلوم الآخرين بوصفهم يتحملون مسؤولية ما حدث له ، فكل إنسان يستطيع أن يُخلّصَ نفسه من كل التصرفات والاعتقادات السلبية ويتبنى بدائلَ إيجابية تساعده على العيش بسعادة وتؤهله لتحقيق أهدافه، ولكن المهم في هذا التغيير ، أن تكوني سيدة قراراتك لكونها هي التي ستيضيء لك الطريق لحياة أفضل. فلا بد من أن تمري، سيدتي، من خطوة رئيسية تحدّدين فيها وجهة نظرك وماذا تريدين في حياتك ومع نفسك ومع الآخرين وفي عملك.. فلا أحد يستطيع أن يدرك ماذا تريدين ومن أنت إلا أنت.. فالتغيير يبدأ من الداخل وبالرغبة القوية التي تساعدك على تخطي الصعاب، كما يقول الله تعالى «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فصاحبي نفسك.. اعرفي من أنت وتحققي مما تريدين، احترمي ذاتك وتقبليها كما هي.. -تحدثي مع ذاتك بإيجابية وواقعية واقتلي العدو الصّامت في داخلك كي تتحرّري من الاعتقادات السلبية، فستشعرين بالثقة الكاملة في نفسك والتقدير الكلي لشخصيتك؛ -اجعلي القناعة سببَ رضاك وسعادتك وكوني سعيدة بما تملكيمه وليس بما لا تملكينه؛ -شجّعي نفسك لتحبي ذاتك وتمنحيها الراحة والافتخار كلما خطوت خطوة إلى الأمام؛ -لا تطلبي الشفقة من أحد، وكوني رئيسة على نفسك وقبطانا لسفينتك، أينما اتجهت أو تواجدت؛ -لا تقتلي نفسك من أجل الآخرين ولا تبالي بآراء غيرك وارضي عن نفسك؛ -ارسمي ابتسامة على شفتيك حتى لو كانت مُصطنَعة، فستتعودين عليها وتصبح حقيقية في مسار حياتك؛ -اجعلي مشاكلك الحافزَ الأقوى في تحقيق ذاتك ونجاحك؛ -كوني متفائلة «تفاءلي خيرا تجدينه». -تحمّلي مسؤولية أخطائك فستجدين أنها تعني التقدم للأمام وستجدين نفسك تخدم إمكانياتك وقدراتك، لتصلي إلى قمّة النجاح، فالنجاح -بأي مقاييس- يتطلب تحمّل المسؤولية؛ -سامحي وأطلقي سراح الماضي والعواطف السلبية المصاحبة له.. وفي الوقت نفسِه تعلمي من تجاربك حتى تتمكني من مواجهة المواقف المشابهة وتتمكني من التصرف بطريقة عقلانية.. فمن اليوم أبدئي بتغيير حياتك إلى الأفضل وساعدي الآخرين، فالعطاء يمنحك الشعور بالرضى عن نفسك وبالراحة والسعادة.. وتذكري دائما أنك أنت المسؤولة عن سعادتك أو تعاستك، فأينما وضعتِ نفسك تجدينها.. وأخيرا، أهديك كلمات، هي سر النجاح «تأمّلت فتألّمت وقرّرتِ فخططت وتغيّرتِ»..