احتجّ تلاميذ الثانوية التأهيلية «الرافعي» في الجديدة، بمعية بعض الأساتذة وبدعم من المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) أمام الثانوية لقرابة نصف ساعة. كما احتجّ تلاميذ الثانوية نفسها، أول أمس، أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين دكالة عبدة، تزامنا مع موعد عرض المصطفى الريق، أستاذ التعليم العالي مساعد، الذي يدرس مادة التربية الإسلامية في الثانوية المذكورة. وقد رفع التلاميذ والتلميذات شعارات تطالب بعدم معاقبة أستاذهم مخافة بقائهم بدون أستاذ خلال الفترة المتبقية من الدراسة، مشيدين بجديته في العمل معهم. ويعدّ الأستاذ الذي كان مقررا عرضه على المجلس التأديبي قبل أن يؤجَّل ذلك إلى الخميس المقبل، عضوا بارزا في الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وكان قد توصل بدعوة رسمية من المركز الدولي للأبحاث والدراسات التربوية والعلمية للمشاركة في ندوة دولية في إسطنبول التركيية حول موضوع «دراسات علمية ومنهاجية عند بعض أعلام الفكر الإسلامي المعاصر»، بتنسيق مع جمعية إيساف التركية. وحسب الوثائق التي تتوفر «المساء» على نسخ منها، فإن الأشتاذ المعني بالأمر تقدَّم بطلب رخصة غياب مدتها ثلاثة أيام لحضور الندوة، أرفقها بالدعوة التي تلقاها من المركز المذكور، وسافر إلى تركيا، وبعد عودته توصل، بتاريخ 2 يناير 2012، باستفسار عن سبب غيابه، وأجاب عنه بتاريخ 4 يناير 2013، موضحا سبب سفره أيام 30 نونبر و1 و2 دجنبر 2012. كما وضح في استفساره، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أنه توجه بطلب رخصة غياب يوم 27 نونبر، مصحوبة بالدعوة إلى الأكاديمية، وبعد عودته بعث -عبر السلم الإداري- بشهادة حضوره لأشغال الندوة، وأضاف في استفساره أنه ملتزم مع تلاميذه بتعويض الحصص التي تغيبها، رغم أنه متقدّم معهم في الدروس المقررة، كما أكد أنه يتطوع دائما بتقديم حصص الدعم لتلاميذه لإعدادهم للامتحان الجهوي. كما توصل الأستاذ المعني بإشعار من النيابة بالاقتطاع من الأجرة بسبب «الغياب عن العمل بصفة غير مشروعة»، رد عليه بطلب توقيف الاقتطاع، ليفاجأ برسالة مؤرخة ب19 فبراير 2013 من الأكاديمية للمثول أمام المجلس التأديبي. وأكدت مصادر نقابية ل»المساء» أن موعد المجلس التأديبي تأجل إلى الخميس المقبل، بعد أن تم اكتشاف عدم وجود بعض الوثائق التي أدلى بها المعني بالأمر داخل الملف الذي تتوفر عليه الأكاديمية، ومن المنتظر أن يعرف هذا الموضوع تطورات جديدة على اعتبار أنّ بعض المسؤولين في جماعة العدل والإحسان كانوا يتابعون الأمر عن كثب.