أنهى المنتخب المحلي مباراته الودية التي أجراها أول أمس الأربعاء أمام محليي مالي متفوقا بهدفين لواحد، في مباراة شكلت الاختبار الأخير للاعبين المحليين قبل مواجهة منتخب تانزانيا في 24 مارس الجاري، ضمن تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل. لم يكن منتخب مالي الخيار الأمثل، فهذا البلد يعيش على إيقاع حرب طاحنة، كما أن هذا المنتخب تم تشكيله «على السريع» ليواجه المنتخب الوطني، لكن مع ذلك فإن برمجة مثل هذه المباراة للمحليين الذين تنتظرهم أيضا تصفيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا هو أفضل من لاشيء، فعلى الأقل سنحت لعدد من اللاعبين فرصة حمل قميص المنتخب الوطني، والتأقلم مع مثل هذه المباريات، بل وأن يعيشوا على أمل الانضمام إلى المنتخب الأول. وإذا كانت برمجة مباراة للمحليين نقطة ضوء في هذه المباراة، إلا أن المباراة لم تخل من نقاط مظلمة، لقد كان لافتا للانتباه أن اللاعب عبد الصمد لمباركي اضطر إلى قطع ما يقارب 800 كيلومتر عبر سيارته الخاصة لينضم إلى تجمع المنتخب الوطني ويشارك في المباراة، علما أنه كان من الممكن أن تحرص الجامعة على راحة اللاعب وتوفر له تذكرة الطائرة، ليصل في كامل جاهزيته ويشارك زملاءه في المباراة. واقعة مهاجم أولمبيك أسفي عبد الرزاق حمد الله، الذي وصل متأخرا إلى تجمع المنتخب، وهو يجتر آلام إصابة لم يكن الطاقم الطبي ولا مدرب المنتخب الوطني رشيد الطوسي على علم بها، هي أيضا من سلبيات هذه المباراة، فاللاعب الذي سيشد الرحال قريبا إلى النرويج للانضمام إلى فريق إيليسوند، يعيش مرحلة من التشتت فعقله في النرويج وجسده في المغرب مع منتخب المحليين وفريق أولمبيك آسفي، وكان من الأفضل إعفاؤه من خوض هذه المباراة، خصوصا أن الطوسي لن يستفيد منه في تصفيات كأس إفريقيا للمحليين، كما أن أقدام اللاعب لم تعد تتجاوب معه في المرحلة الحالية. وإذا كان الطوسي اليوم قد طوى صفحة هذه المباراة الودية، فإن التركيز يجب أن ينصب على مباراة تنزانيا في 24 مارس الجاري، من أجل انتزاع النقاط الثلاث والإبقاء على حظوظ التنافس على بطاقة التأهل إلى الدور الأخير من تصفيات كأس العالم 2014، فالخطأ لم يعد مسموحا به، والتعثر أمام تنزانيا سيخلط الأوراق من جديد وسيقتل «أمل» بناء منتخب وطني قوي، هذا ما يجب أن يدركه الطوسي الذي قد يتحول إلى «كبش» فداء بالنسبة لجامعة تصر على البقاء جاثمة أنفاس المغاربة برغم أخطائها المتكررة.