تعرضت مؤسستان تعليميتان في جهة الغرب الشراردة بني احسن، في اليومين المنصرمين، لاعتداءات وُصفت بالخطيرة، أعادت من جديد طرح قضية الأمن المدرسيّ داخل مراكز التحصيل العلمي إلى الواجهة. وتزامنت هذه الاعتداءات مع شروع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في القنيطرة في وضع الخطوط العريضة لمشروع خلق المركز الجهويّ للعنف المدرسيّ بكل أنواعه. ففي صباح أمس، فوجئ أطر مدرسة «الإمام البخاري» في منطقة «الحدادة» في القنيطرة بفتاة تقتحم المؤسسة وهي في حالة هيجان شديد، قبل أن تعمد إلى نزع ملابسها والتجوّل في ساحة المدرسة عارية.. ليصاب التلاميذ إثر ذلك برعب وخوف شديدَين، ما أحدث ارتباكا في سير الدراسة داخل هذه المؤسسة. وكشفت مصادر أن مرتادي المدرسة أصيبوا بهلع بعدما شرعت الفتاة في الصراخ بطريقة هستيرية، زاد من حدتها محاولة البعض إرغامها على الخروج، حيث ساد الاعتقاد في البداية أنها تحت تأثير مواد مخدرة، قبل أن يتبيّن أنها تعاني من خلل عقليّ. وقد استدعت إدارة المؤسسة مصالح الأمن، تفاديا لتطور الوضع داخل المدرسة إلى ما لا تحمد عقباه، حيث تدخل رجال شرطة في الحين، وأقنعوا الفتاة المجنونة بضرورة مغادرة المكان، بعدما تمكنت من دخول المؤسسة التعليمية في غفلة من الجميع. وفي حادث آخر، اضطرّ أحمد حفار، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في سيدي قاسم، أول أمس، إلى الانتقال على عجل إلى الثانوية الإعدادية «الكندي»، المتواجدة في تراب جماعة «سيدي الكامل»، بعدما تم إشعاره بأنّ المؤسسة تعرّضت لهجوم من طرف العديد من الأشخاص، بينهم شاب يحمل سلاحا أبيض. وحسب تقرير توصّل به النائب الإقليمي، فإن المشتكى بهم اعتدوا على مجموعة من أطر المؤسسة التعليمية وكالوا لهم كل أصناف السباب والشتائم، وهددوهم باعتراض سبيلهم وب»إغلاق» الإعدادية التي يعملون فيها.. وأضاف التقرير أن امحمد الحراثي، رئيس الجماعة، حضر إلى المؤسسة، رفقة قائد قيادة مختار، وتوعّد علانية باعتراض سبيل أساتذة الإعدادية وتحريض أفراد قبيلته ضدهم وتعريضهم جميعهم للاعتداء. وعلم من مصدر مطلع أن مصالح الدرك الملكي في «دار الكداري»، ورغم إشعارها المبكر بالحادث، فإنها حلت متأخرة بالمؤسسة التعليمية، واستمعت إلى إفادات مجموعة من أساتذة وأطر الإعدادية بخصوص هذه الواقعة، التي زاد من هولها توصل أستاذة في المؤسسة نفسها بمكالمة هاتفية تهدّدها بالتصفية الجسدية. من جانبها، أعربت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن تضامنها التام واللامشروط مع نساء ورجال التعليم في ثانوية «الكندي»، وأدانت انتهاك حرمة المؤسسة من أجل القيام بما أسمته حملات انتخابية سابقة لأوانها، مطالبة الوزارة الوصية، بتنسيق مع السلطات المحلية ورجال الدرك، بضمان السلامة والصحة الجسدية والنفسية للعاملين في الثانوية من التهديدات التي يواجهونها، خصوصا بعد تلقي إحدى الأستاذات مكالمة هاتفية تهددها ب»تشويه وجهها».. وفي اتصال هاتفيّ مع «المساء»، نفى امحمد الحراثي، رئيس جماعة «سيدي الكامل»، التهم الموجهة لهم، ووصفها بالباطلة والواهية، وبأنها «مجرّد وقائع مفبركة ولا أساس لها من الصحة»، موضحا أن حضوره إلى المؤسسة، التي قال إنه يسهر على تقديم كل الدعم لها، كان بغرض تسوية مشكل فتاة من القرية رفض المدير، في صباح اليوم نفسه، السماح لها بولوج المؤسسة، بمبرر تأخرها عن الموعد المحدد، رغم أن حافلة النقل المدرسي هي السبب في ذلك التأخير، وأشار إلى أن والد التلميذة احتجّ بشدة على هذا القرار، خاصة أن مجموعة من التلاميذ -كانوا بمعية ابنته- سُمِح لهم في الوقت ذاته بالدخول، حسب قوله.