كشف الباحث المغربي، إدريس العراقي، أن تطور البحث الذي يشرف عليه متخصصون مغاربة بإشراف المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في مجال الجينات ساعد في إمكانية تحديد وعزل مجموعة كبيرة من الجينات الخاصة بالقمح التي تساعد على مقاومة الجفاف. وأضاف العراقي أن التعديل الجيني للنباتات، من أفضل الطرق في تحسين الأصناف التي تقاوم الجفاف، مشيرا إلى أن البحث الحالي يدرس نقل جين محدد موجود في بذور الشعير إلى سلالة القمح المغربي، مما يعمل على تطوير أصناف بذور القمح المقاومة للظروف المناخية الجافة. وبدأ البحث منذ 18 شهرا ويتم تنفيذه بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي والمعهد الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، وينتظر حسب الباحثين أن يحقق نتائج مبشرة، خاصة وأنه من الممكن زراعة القمح الجديد في كل من التربة المغربية والتربة المصرية. ويركز فريق البحث المغربي على تطوير وإنتاج بذور القمح القادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية، ومنها الجفاف. ومن الطرق المعروفة في معالجة البذور، التكاثر التقليدي للأصناف، إلا أن هذه الطريقة تواجه عدة صعوبات، تتمثل في نقص المصادر الموثوقة، التي تسمح بتوفير بذور تتحمل الظروف القياسية، وكذلك تداخل الجينات في هذه الظاهرة. وعرف عام 2007 انخفاض مخزون القمح العالمي، وارتفعت أسعاره إلى 4 أضعاف إذ تستورد الدول الإفريقية 80% من احتياجاتها من القمح. وكشفت المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في الدول العربية تناهز حوالي 200 مليون هكتار، لم يستغل منها حتى الآن أكثر من 25% والموارد المائية المتوفرة من مصادرها المختلفة 287 مليار متر مكعب، لا يزيد المستغل منها عن 235 مليارا.