حققت البيئة نقطة واحدة بفوزها على الطبيعة، بعد أن أظهر باحثون أن العوامل البيئية مثل نمط حياة الإنسان، وجغرافية المحيط الذي يحيا فيه، يلعبان دورا كبيرا في تنشيط جيناته او تعطيل عملها. "" ودرس الباحثون، في علوم الجينات بجامعة كارولاينا الشمالية للدولة، تأثّر جهاز المناعة لدى الإنسان عند الانتقال من نمط العيش في المحيط التقليدي نحو نمط العيش في المدن. وقارنوا جينات ثلاث مجموعات من أمازيغ المغرب، كان من ضمنهم أشخاص من البدو الرحّل، ومزارعون جبليون، وسكان في مدن ساحلية، وكان لدى أفراد كل المجموعات نفس التركيبة الجينية. ودقق الباحثون في جينات خلايا الدم البيضاء، التي تعتبر جزءا فعالا لجهاز المناعة في الجسم البشري، ل46 من الأمازيغ، وبمعاونة باحثين من المغرب، وجدوا إن نحو ثلث الجينات تختلف في نشاطها من شخص لآخر وذلك حسب جغرافية محيط كل من الأمازيغ ونمط عيشهم. واشرف على الدراسة التي نشرت في مجلة «بي.أل.أو.اس جينتكس»، يوسف اضرضور خريج الجامعة المتخصص في علوم الجينات، والدكتور غريغ غيبسون البروفيسور في علوم الجينات. وكشفت الدراسة عن جينات محددة تأثرت بجغرافية المحيط ونمط العيش، وعلى سبيل المثال ظهر ان الجينات المرتبطة بالجهاز التنفسي نشطت أكثر او بدأت عملها لدى سكان المدن، اكثر من نشاطها لدى المزارعين والبدو الرحّل. وقال اضرضور ان هذه النتيجة معقولة جداً، لأن سكان المدن يتعاملون مع كميات كبيرة من المواد الملوثة. ووظف الباحثون آلية دراسة الجينات التي نجحت في الكشف عن الجينوم البشري الحاوي على 23 الف جين، ودرسوا كل جين على انفراد لدى افراد هذه المجموعات، وعثروا على نسبة 30 في المائة من اختلاف نشاط الجينات بين سكان المدن وسكان الريف المزارعين، والبدو