قال باحثون أميركيون إن ثلاثة جينات قد تلعب دورا كبيرا في تحديد تحول بعض الشبان الذين نشؤوا في بيئة مضطربة أو أسر محرومة إلى مجرمين يتصفون بالعنف بينما لا يحمل البعض الآخر هذه الصفات. وذكر فريق بجامعة نورث كارولاينا الأميركية أمس الاثنين أن جينا يعرف ب"أم أي أو أي" أو "مونوأمين أوكسيداس أي" يلعب دورا كبيرا في ذلك، وأنه شائع بشكل باعث على القلق، وهو نفس الجين الذي أوضحت دراسات أخرى أنه مسؤول عن السلوكيات غير الاجتماعية. وأكد أستاذ علم الاجتماع ورئيس فريق البحث الدكتور غوانغ غو أن أفرادا يحملون نوعا خاصا من جين "أم أي أو أي" يطلق عليه "2 آر"، كانوا أكثر عرضة للسلوكيات الإجرامية. وقال غوانغ "لا أرغب في القول إنه جين إجرامي، ولكن واحدا في المائة من الناس يحملونه، وسجلوا مستويات عالية جدا في العنف والجنوح". واستعان فريقه الذي أجرى البحث على الأولاد فقط ببيانات مؤسسة قومية أميركية بها عينات لنحو عشرين ألفا تراوحت أعمارهم بين سبعة أعوام واثني عشر عاما، كما أجريت مقابلات خاصة خلال الدراسة وأخذت عينات دم من بعضهم. وكتب الباحثون في دورية المراجعة الاجتماعية الأميركية "إن الجنوح غير المشوب بالعنف يمثل سرقة مبلغ أكبر أو أصغر من خمسين دولارا والاقتحام والدخول وسرقة المخدرات". وأوضحوا أن "الجنوح المنطوي على العنف يشمل قتالا بدنيا خطيرا يسفر عن جروح تحتاج لعلاج طبي، واستخدام أسلحة لأخذ شيء من شخص ما، وقتالا جسديا بين جماعات وإطلاق رصاص أو طعن شخص ما وتعمد تخريب الممتلكات". واكتشف الباحثون اختلافات محددة في ثلاثة جينات -"أم أي أو أي"، "دي أي تي 1" و "دي آر دي 2"- ارتبطت بالسلوك السيئ، ولكن هذا السلوك يظهر فقط عندما يعاني الأولاد من ضغوط أخرى مثل المشاكل الأسرية والفشل في الدراسة.