قدمت القناة الثانية ليلة الأحد 3 فبراير 2013، برنامجا خاصا عن حياة الفنان التشكيلي الجيلالي الغرباوي، الذي يعتبر من المؤسسين للحركة التشكيلية الحديثة في المغرب، وتمت الاستعانة بعدد من أصدقائه ومجاييله الذين عاشوا معه بعضا من فترات حياته، للوقوف على أهم المحطات الأساسية في الحياة الشخصية لهذا المبدع الكبير، وتعتبر هذه البادرة حدثا نوعيا لما وفره هذا البرنامج من معلومات هامة، ومن جهد كبير لفتح أفق التعريف والاهتمام بهذا المجال التعبيري، لكن السؤال المطروح، هو لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالفنان الغرباوي وفي هذا الظرف بالذات؟. الحديث عن الفنان الغرباوي ذو شجون، ويحتاج وقفة تمعن وتمحيص في فترات غائبة ومجهولة من حياته المتقلبة منذ ولادته بضواحي سيدي قاسم، إلى وفاته بأحد الحدائق بباريس، تحدث في هذا البرنامج عن البعض منها، صديقه الحميم محمد الفاطمي، وعدد من زملائه الفنانين، أمثال كريم بناني، عبد الرحيم السيجلماسي، محمد المليحي وعمر بوركبة، بالإضافة إلى فريد الزاهي الذي تناوله بحكم اختصاصه كباحث كتب عنه في أكثر من مناسبة، بينما وجود بينبين مع احترامي له كفنان وروائي، كان إقحاما ونشازا في هذا البرنامج، لكون عمر تجربته مرتبطة في بداياتها بأواخر الثمانينات، ولا يعتبر مختصا أو باحثا أو مجايلا للفنان الغرباوي، ولم يعرف عن تفاصيل حياته التي ذكر البعض منها إلا بالسمع، أما الناقد الفرنسي فرانسوا كليمون، والذي تناول شخصية الفنان الغرباوي بالتحليل، فلم تكن له صلة بتاريخ الفن التشكيلي المغربي بطريقة مباشرة ، إلا في حدود الخمس السنوات الأخيرة حسب تقديري، ولم نسمع عنه إلا في الفترة التي بدأ يكتب فيها ببعض المجلات الفنية المغربية باللغة الفرنسية، وهذا غير كاف بأن يتناول هو الآخر بالتحليل أو الكلام عن شخصية من حجم الفنان الغرباوي، الذي يختلف في تكوينه ومرجعياته الثقافية، عن أي تصورات دخيلة، فرفقا واحتراما لأمواتنا من الفنانين، وكفانا من استغلال غيابهم.