التشكيل العربي وأفق التلقي أسدل الستار مساء أول أمس الخميس، على فعاليات الملتقى العربي الأول للفنون التشكيلية الذي نظمته مؤسسة محمد البوكيلي»إبداع وتواصل» تحت إشراف وزارة الثقافة، تحت شعار «التشكيل العربي وأفق التلقي» دورة الجيلالي الغرباوي. وقد عرف حفل الاختتام تكريم كل من الفنانين التشكيليين المغربين احمد العمراني وعمر بوركبة. شارك في الملتقى حوالي أربعين فنانا تشكيليا من الجزائر وتونس وسوريا والأردن والعراق والإمارات العربية وقطر والسودان والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بالإضافة إلى المغرب. عبر الفنانون العرب عن مدى سعادتهم بانعقاد الملتقى في المغرب البلد المضياف، وكذا عن الأهداف المتوخاة من الملتقى. ومن جهته ذكر الفنان الفلسطيني سمير أن حصار غزة لم يمنع الوفد الفلسطيني من حضور هذه التظاهرة الفنية التي تصادف اجتماع القمة العربية في بغداد الجريحة، مؤكدا على أن الفن ليست له حدود ولا أسلاك شائكة وأن الفنانين العرب يحملون فلسطين في وجدانهم ويحاورون المتلقي من خلال أعمالهم الفنية بلغة بصرية حية تحمل كل هموم الوطن والمجتمع، بعيدا عن فن الاغتراب أو الفن النمطي. ومن المواد المختلفة التي تضمنها الملتقى ندوة تناولت قضايا تتعلق بالتشكيل العربي، نشطها الكاتب مصطفى كليتي الذي اعتبر أن الإبداع مطلب يومي وأن العالم العربي -وهو يعيش ما يسمى بالربيع الغربي- لا يمكن أن يزهر إلا بثقافة حقة كقاطرة تجر كل القاطرات الأخرى. و تمحورالنقاش حول غياب التشكيل في حياتنا اليومية وفي مجال التربية وكذا حول علاقة التشكيل بالأدب ثم مكانة الفنان التشكيلي العربي. وفي السياق نفسه قال الفنان التشكيلي سهيل بدور، إن شقاء الفنان ناتج عن وزارة الثقافة التي تتعامل من باب المحسوبية، مضيفا أن الأمية مطبقة في الأمة العربية إلى جانب أمية الفنان نفسه. وأكد أن الفنان لابد أن يكون مثقفا ليتمكن من الدفاع عن فنه. وخلصت الندوة إلى توصيات من شأنها النهوض بأوضاع الفنان التشكيلي في الوطن العربي. الملتقى العربي الأول للفنون التشكيلية بالقنيطرة والذي يهدف بالأساس إلى نشر ثقافة الحوار وتمتين العلاقات المنفتحة على باقي الثقافات الإنسانية وكذلك تطوير اللقاءات الفنية واستثمار أبعادها، كان فرصة للتعريف بالمواقع الأثرية بضواحي القنيطرة، حيث قام المشاركون بزيارة مدينة بناصا. والجدير بالذكر ان حفل الافتتاح الذي حضره عدد كبير من الفنانين والأدباء والإعلاميين، تميز بتكريم شخصية ذات حضور قوي في الساحة السياسية وهو مولاي إسماعيل العلوي. وفي كلمة الاحتفاء به، تم اعتباره رمزا من رموز السياسة وأحد رجالات الوطن الذي نذر نفسه لخدمة الوطن بكل تفاني ونكران الذات، بالإضافة إلى القيم النبيلة التي تشبع بها وإنسانيته التي جعلت منه رجلا محبوبا وجديرا بالاحترام.