اعتبر الإطار الوطني عبد الرحمن السليماني إقصاء المنتخب الوطني المحلي متوقعا بسبب ضعف الانسجام الحاصل بين العناصر الناتج عن الاستعداد الضئيل لمباراة حاسمة، وقال المدير التقني الحالي للمغرب الفاسي إن ودادية المدربين المغاربة مطالبة في الوقت الراهن بمساندة المدرب عبد الله بليندة، واستبعد إحداث تغييرات من طرف جامعة كرة القدم بعد الإقصاء. - هل كان إقصاء المنتخب المغربي المحلي أمام نظيره الليبي مفاجأة؟ < في نظري النتيجة التي حصل عليها منتخبنا المغربي في طرابلس غير مفاجئة، لأن التهييء لمباراة حاسمة لم يكن في مستوى وقيمة الحدث، أظن أن المنتخب لم يتدرب في المغرب بعد تجميعه مباشرة بعد عيد الأضحى، كما أن المدرب عبد الله بليندة لم تتح له فرصة إعداد المنتخب المحلي على الوجه الأكمل لأنه تسلم مهامه قبل شهر ونصف تقريبا، الكل كان يطالب بتجميع عناصر المنتخب المغربي منذ أن تحقق الفوز على الجزائر، لكن في ظل الغموض الذي ميز تعيين مدرب لهذه الفئة والجدل الذي لازم اختيار المشرف على المحليين كان من الطبيعي أن نفتقد عنصر الانسجام ونواجه المنتخب الليبي بالوجه الذي ظهرنا به. - ماذا تقصد بالغموض؟ < أقصد الغموض الذي ميز اختيار مدرب المنتخب المحلي، فقد وضعت الجامعة يدها على الإطار الوطني عبد الهادي السكتيوي، بعد فترة سمعنا أن التعاقد لم يتم، بعد ذلك علمنا أن المدرب جمال السلامي قد أقصي لأسباب غامضة أيضا، إذن الغموض قائم منذ مدة والإقصاء كما قلت ليس مفاجئا. - هل كان إقصاء المنتخب الوطني المحلي في الدارالبيضاء وليس طرابلس؟ < لا أبدا الإقصاء لم يكن في الدارالبيضاء لأننا انتصرنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وتوجهنا إلى طرابلس برصيد مهم، فليس من السهل تسجيل ثلاثة أهداف في آخر دور إقصائي، لكن خروجنا من السباق في آخر محطة كان نتيجة طبيعية لضعف الانسجام وللظروف التي تم فيها اختيار الطاقم التقني. - تتحدث عن غياب الانسجام رغم وجود سبعة لاعبين من فريق الجيش الملكي ضمن تشكيلة بليندة؟ < رغم هذا المعطى فالانسجام لم يحصل لأنه كما قلت في السابق من المستحيل خلق الانسجام بمعسكرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، سبعة لاعبين من الجيش أو من أي فريق آخر لا يعني حضور نسبة كبيرة من الانسجام بين اللاعبين. - هل كان الاستخفاف بالخصم أحد عوامل إقصاء منتخبنا؟ < في مباراة الإياب التي دارت بطرابلس كانت النوايا خاطئة، فالسيناريو الذي انتظره بليندة والطاقم المساعد له، هو أن يمارس الليبيون هجوما كاسحا على مرمى الحارس نادر لمياغري ويفسحوا لنا المجال لممارسة المرتدات السريعة، فالهدف هو أن نسجل هدفا في مرمى الخصم يجعل التأهيل لديهم في حكم المستحيل، ما حصل هو أن المنتخب الليبي تمكن من التسجيل في وقت جيد، رغم ذلك كنا نسعى لبناء هجومات كلاسيكية بحثا عن التعديل، ومع مرور الدقائق اكتشفت عناصر منتخبنا المحلي أن المباراة تدور وفق سيناريو آخر غير معول عليه وليس في الحسبان، في هذه الحالة يطرح السؤال الجوهري كيف يمكن تغيير النهج التكتيكي وفق المستجدات الميدانية؟، أي استبدال أسلوب بأسلوب آخر وليس لاعب بلاعب. - هل تعتقد أن تجربة اللاعب المحلي قد فشلت؟ < المنتخب المحلي هو مرآة البطولة هذا صحيح لكنه هو القادر على ضمان نجاح اللاعبين الموهوبين الذين لم تتح لهم فرص في المنتخب الأول المكون عادة من أغلبية مطلقة من المحترفين، فالمنتخب الرديف هو العتبة المؤدية إلى منتخب الكبار، والكثير من اللاعبين يتغير مسارهم بعد انضمامهم للمنتخب المحلي حيث يصبحون على مرمى حجر من المنتخب الأول ومن الاحتراف، خاصة وأن الحافز الأكبر لهذه الفئة من المحليين هو ارتفاع درجة التحفيز، للأسف هذه الأحلام اصطدمت بصخرة الإقصاء، والسبب كما قلت يعود لعدم وجود الوقت الكافي لبليندة من أجل خلق الانسجام بين العناصر المحلية، ووضع لمسة الانسجام على المواهب. - هل تعتقد أن جامعة كرة القدم ستقيل بليندة وتعدم المنتخب المحلي؟ < لا أعتقد أن الجامعة ستنهي ارتباطها ببليندة، لأنه أولا مدير تقني لمنطقة الغرب، ويتقاضى راتبا على هذه المهمة التي استحدثت من طرف الإدارة التقنية الوطنية قدره 10 آلاف درهم، إضافة إلى خطاب المدير التقني الذي يؤكد في كل مناسبة بأن الهدف هو بناء المنتخبات على أسس صلبة وليس الرهان هو الانتصار. - وماذا تنتظر من ودادية المدربين المغاربة في هذا الظرف؟ < هذا هو الظرف الذي يتحتم فيه على ودادية المدربين المغاربة مساندة المدرب بليندة، ليس بالتصريحات الصحفية، ولكن بالدعم التقني الحقيقي الذي يجعل المدرب يشعر كلما أسندت له مهمة وطنية بأن جميع المدربين المغاربة خلفه، ننصحه ونوجهه ونعينه على كثير من الأشياء التي ربما قد لا تظهر له. - قال مدرب المنتخب الليبي فوزي البنزرتي بأنه لا يعلم شيئا عن منتخبنا هل كان تصريحه مجرد مناورة؟ < فوزي البنزرتي ملم بالكرة المغربية وخاض مباريات عديدة ضد فرق مغربية، كما درب لاعبين مغاربة خلال فترة إشرافه على نوادي تونسية كبيرة، وما قاله مجرد مناورة ليس إلا. - ما هي تخوفات السليماني بعد إقصاء المنتخب المحلي؟ < الخوف من مصير اللاعبين المحليين، من المواهب التي ضاعت أو أضاعها التأهيل، والتي ربما لو تأهلنا لرسمت مسارا آخر نحو الاحتراف، هناك بعض اللاعبين يلعبون ضمن منتخب الكبار لكن الغالبية مهددة بالنسيان وبفقدان الأمل.