قررت الأطر التقنية المغربية رفع مذكرة احتجاجية إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضد التصريحات التي أدلى بها مدرب المنتخب الوطني هنري ميشيل في الندوة الصحفية التي أعقبت الإقصاء المذل من الدور الأول لنهائيات غانا 2008، وأجمع المشاركون في اللقاء التشاوري الذي احتضنه مقر الاتحاد الإفريقي للصحفيين الأفارقة بالدار البيضاء، على عدم مناقشة الاختيارات التقنية والبشرية لهنري مقابل الاعتراض على ماعتبروه إهانة لكرة القدم المغربية وضربا للقيم الرياضية، اللقاء كان مناسبة لتقييم حصيلة الشطر الأول من البطولة الوطنية ، وإبداء ملاحظات المدربين حول البرمجة والعشب الاصطناعي وغيرها من المواضيع ذات الارتباط اليومي بانشغالات الأطر التقنية. منذ بداية اللقاء بل وقبل ولوج قاعة الاجتماع كانت شرارة الغضب بادية على ملامح العديد من المدربين الذين انخرطوا في الرد على الندوة الصحفية التي هاجم من خلالها الناخب الوطني كل المتدخلين من صحافيين ولاعبين ومدربين والمشهد الكروي في شموليته، وهو ما اعتبره عبد الحق رزق الله أرضية للنقاش خاصة وأن كلمته الافتتاحية دعت الحاضرين إلى إبداء آرائهم حول التصريحات وليس الاختيارات. وكان اللاعب الدولي السابق وقيدوم الوداد عبد العزيز أنيني أول من سدد انتقاداته نحو ميشيل وقدم للحضور ما يشبه قراءة في الصحف التي غطت أطوار ندوة المعمورة، وتساءل عن غياب العديد من الأطر التقنية عن اللقاء مطالبا باتخاذ قرار شجاع يعيد للمغاربة كرامتهم التي أهانها المدرب الفرنسي على حد قوله، مشيرا إلى ضرورة تحليه بالجرأة الكافية لإعلان الاستقالة بعد أن فشل في مهمته. وكانت لمدرب المنتخب الوطني النسوي العلوي السليماني وجهة نظر أخرى في الموضوع، حيث اعتبر ضعف استرجاع الأنفاس وعدم نجاعة الحصص التدريبية التي تعقب كل مباراة بل إن الدورة كشفت حسب العلوي عن عمق الاختلاف بين طقوس إفريقيا وأوربا. وعزا نجيب الحنوني مدرب شباب المحمدية الإقصاء لضعف خط الدفاع، وقال إن هنري ليس هو من وضع السياسة الكروية التي تحقق في أعقابها إنجاز 1998 مضيفا بأن المسؤولية تتحملها الجامعة، وأن صعوبات كثيرة في انتظار المنتخب المغربي خلال الاقصائيات القادمة. وقال عزيز قرقاش مدرب النادي القنيطري إن هنري قد فقد مصداقيته حين أطلق العنان لاتهامات جانبية في الوقت الذي كان عليه التحلي بالشجاعة الكافية لإعلان فشله مؤكدا أن فاخر والزاكي قد أبعدا من المنتخب لأسباب غامضة. وأبرز الحسين عموتة مدرب اتحاد الخميسات أن الأجواء داخل المنتخب ليست على ما يرام، وأن اللاعبين أكدوا أن التجانس غائب، مشيرا إلى أن إلصاق التهم باللاعبين والصحافيين كلام مردود على صاحبه. وتحدث فتحي جمال المدير التقني للمنتخب الوطني عن الخلط الحاصل بين الإدارة التقنية الوطنية والمنتخب الوطني، مؤكدا الصفة الاستشارية لودادية المدربين المغاربة، معتبرا تصريحات هنري غير مسؤولة، وأبدى تخوفاته من ظهور حالات عصيان للاعبين ورفضهم الانضمام لمنتخب على رأسه مدرب يحملهم مسؤولية الخسارة وحذر من تنامي ظاهرة الغضب في صفوف اللاعبين، مشيرا إلى أن الاجتماع يجب أن يركز على تصريحات المدرب وليس على اختياراته. وعزا موسى برحو عن الإدارة التقنية إقصاء المنتخب لدواعي نفسية وعدم قدرة المدرب على تدبير التعب الذي سيطر على اللاعبين، بينما وصف الدولي السابق عزيز بودربالة تصريحات المدرب ميشيل بالصادمة مشيرا إلى توفر المغرب على المادة الخام، موجها في الوقت نفسه سهام الانتقادات للمسؤولين الذين أقالوا أطرا مغربية دون مبرر معقول فقط من أجل الارتماء في حضن هنري. وقال عبد الحق أنيني مدرب مجد المدينة إنه لايمكن اتخاذ قرار حاسم في ظل غياب العديد من المدربين، مصنفا تصريحات مدرب المنتخب في خانة المس بسمعة الكرة المغربية وبالأطر المغربية، وأضاف بأنه كان من الأجدر أن نعلن تضامننا المطلق مع الزاكي وفاخر حين أقيلا من منصبهما، وألح على ضرورة عدم مناقشة الاختيارات التقنية للمنتخب. وكان تدخل عبد الرحمن السليماني المدير التقني للمغرب الفاسي مشبعا بالقلق حين تساءل عما إذا كان الاجتماع مجرد فرصة لتصريف الضغط، وطالب الودادية بتحقيق الاستقلال الذاتي عن الجامعة متسائلا عن غياب فلسفة كروية حقيقية ناتجة عن إدارة تقنية لها سلطة القرارالتقني على المستوى الوطني على غرار التجارب الفرنسية، وتساءل عن سر تمكين مدربين من شواهد بعد ثلاثة أيام من التكوين وعن اجتماعات تعقد فقط بعد النكبات. وتساءل كريستيان لانغ مدرب الدفاع الجديدي عن السبب وراء عدم استدعاء المدرب هنري ميشيل للاجتماع حتى تكون المحاكمة عادلة بدل محاكمته غيابيا. وقدم عبد الرزاق الشليح المداخلات في شكل توصيات قال عنها الرئيس عبد الحق رزق الله إنها ستصاغ من طرف لجنة قبل عرضها على رئيس الجامعة في اجتماع مسؤول. ومن النقط التي أثيرت في هذا اللقاء التقييم العام للشوط الأول من البطولة وهو الموضوع الذي فتح شهية النقاش للمدربين الأجانب كمدرب أولمبيك خريبكة ديبيرو وإيف شاي مدرب الرجاء البيضاوي وكريستيان لانغ مدرب الدفاع الجديدي وأيضا المدرب الجزائري أيت جودي حيث اعتبر المستوى العام جيدا مقارنة مع لموسم الماضي ، كما أثنى البعض على التحكيم وأدانوا البرمجة وعدم الاهتمام بالفئات الصغرى واعتبروا العشب الاصطناعي شرا لابد منه، ولوحظ ارتياح نسبي حول مردود البطولة المحلية بالرغم من اقتصار اختيارات الناخب الوطني على المنتوج الكروي المستورد.