تعيش كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مدينة مرتيل على وقع اشتباكات عنيفة بين فصائل يسارية وأخرى إسلامية، أسفرت إلى حد الآن عن سقوط 6 جرحي في صفوف الطلاب. وقد استُعمِلت في الاشتباكات القوية الأسلحة البيضاء والهراوات والحجارة بين فصيل إسلاميّ متمثل في منظمة التجديد الطلابي، التابع لحزب العدالة والتنمية، وقاعديين رفقة فصيل حزب النهج الديمقراطي. وقد انطلقت شرارة المواجهات بين الطرفين حينما قرر الطلاب اليساريون مقاطعة الدروس في الكلية واقتحام مقر العمادة للاحتجاج على أوضاع الكلية، وهو القرار الذي رفضه الطلاب المنتمون إلى منظمة التجديد الطلابي، لاسيما أنهم قرروا الدخول إلى الكلية مُتحدّين قرار زملائهم اليساريين، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين. وأسفرت المواجهات العنيفة عن وقوع إصابات بين الطرفين وحالات انهيار وإغماء وسط العديد من الطالبات، فيما بقيت القوات العمومية «تراقب» للوضع في حياد، دون أن تقوم بأي تدخل لفضّ الاشتباكات. من جهته، أصدر فرع منظمة التجديد الطلابي في تطوان بيانا يُحمّل فيه عمادة الكلية المسؤولية في هذه الاشتباكات، وصفا الأمر ب»الغياب التام للإدارة في شخص العميد ونائبيه والكاتب العام للكلية»، مثلما حمّل المسؤولية لقوات الأمن، التي كانت تحيط بالكلية والتي «لم تحرك ساكنا في ما يقع داخل أسوار الجامعة من عنف مُمنهَج تستعمل فيه الفصائل اليسارية القاعدية السيوف والسواطير والعصي والهراوات وسط الجامعة، التي من المفترَض أن تكون فضاء للعلم والمعرفة فقط وليس مكانا للعنف» حسب البيان. كما استنكر بيان المنظمة «الصمت المطبق للعمادة وتهرّبَها من المسؤولية»، مطالبا في الآن نفسه طلاب الكلية ب»مواصلة فضح كل مظاهر العنف في الحرم الجامعيّ والاستمرار في معركتها النضالية السلمية لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة». أما الطلاب اليساريون فقد أكدوا ل»المساء» أن «الاشتباكات جاءت بسبب استفزازات الذراع المتشدد لحزب العدالة والتنمية ومحاولته احتواء الكلية والسيطرة عليها عبر تنظيمهم ندوات وفتحهم حلقيات لتمرير الخطابات السياسية للحكومة داخل الكلية»، وهو ما يرفضه هؤلاء.