أعاد المشاركون في «قافلة الشروق» النقاش حول مشروع الجهوية الموسعة من خلال السؤال المحوري الذي اختاروه للقافلة والمتمثل في «أية جهوية متقدمة للمغرب الجديد؟». وقد شارك في مقاربة هذا السؤال كل من صلاح الدين مزوار، عن التجمع الوطني للأحرار، وإدريس لشكر، عن الاتحاد الاشتراكي، وعزيز رباح، عن حزب العدالة والتنمية، ومحمد بودرا، رئيس جهة الحسيمةتازة تاونات عن الأصالة والمعاصرة، وحميد شباط، عن الاستقلال. وفي كلمته التقديمية للموضوع، أكد محمد أوجار، رئيس مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، على أن القضايا الكبرى لا يجب أن تتصرف فيها الدولة لوحدها، بل لابد من مشاركة جميع الحساسيات المجتمعية في النقاش، وقال إن «الجهوية المتقدمة ستنتقل بنا من مغرب الرباط إلى مغرب الجهات». كما ألمح إلى أن مهمة هذه القافلة التي أطلقها مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان تتمثل في الرقي بالنقاش السياسي من أجل تحسين صورة السياسي التي ارتبطت بمجموعة من الأوصاف ك«القطاطعي» و«الباندي». من جهته، أشار حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى أن الجميع مطالب اليوم بتوحيد الخطاب وأن نتكلم «لغة الوطن» في ظل تناقض المواقف حول الجهوية الموسعة. أما صلاح الدين مزوار فقد أكد على أن ورش الجهوية يشير إلى «إعادة هيكلة الدولة من أجل إلى الوصول إلى آلية تمكننا من أن نجعل التنمية في خدمة المواطن وتفادي عدم التوازن في توزيع خيرات الوطن من خلال التوازن في التنمية المجالية». أما عزيز رباح فقد ركز في مداخلته على السبل التي تمكن من تنزيل مشروع الجهوية، الذي يتطلب ثقافة سياسية جديدة تقود إلى أن يكون المركز قويا والجهات أيضا قوية وكذا ثقافة مؤسساتية تقوم على اللاتمركز، مضيفا أن الميزانيات لا يجب أن يتمركز إعدادها في الرباط، وأن المشاريع لا يجب أن تنتظر دائما مصادقة المركز. أما المرتكز الثالث الذي طرحه رباح من أجل تنزيل الجهوية فهو أن لا يتم طرح المشروع على أساس الصراع بين المركز والجهات كما يجب إعطاء السلطة للنخب المحلية. إدريس لشكر أكد في معرض حديثه على أن التحضير للجهوية يحتاج إلى تأهيل الحقل السياسي وليس فقط مجرد صياغة القوانين التنظيمية. أما محمد بودرا فقد أكد على أن الاستعداد للجهوية الموسعة يتم اليوم بفكر المركز، كما أشار إلى أن التخوف من أن تكون الجهوية الموسعة بداية لارتفاع الأصوات الانفصالية غير واقعي لأن الجهوية، في نظره، حاصرت هذا الفكر الانفصالي في العديد من دول العالم، وعلى رأسها إسبانيا الجارة الشمالية للمغرب.