حلت, اليوم السبت بمراكش, قافلة الإصلاح الدستوري للحوار مع الشباب والمجتمع المنظمة من قبل مركز الشروق للديمقراطية والاعلام وحقوق الإنسان, والتي تميزت بمشاركة قيادات عدد من الأحزاب. وتندرج هذه التظاهرة في سياق توسيع النقاش حول ورش الإصلاحات الدستورية من أجل إثراء الحوار الوطني وإشراك الشباب والفاعلين بالمجتمع المدني والأكاديميين بالجهة في إغناء مقترحات التعديل. وسجل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية السيد امحند العنصر, في كلمة له بهذه المناسبة, أن الشباب المغربي فقد ثقته في الأحزاب, رغم أنه يولي اهتماما كبيرا للشأن السياسي وله انتظارات كثيرة, عبر عنها, بمسؤولية ونضج, خلال المسيرات السلمية التي شارك فيها. وأضاف أن مطالب هذه الفئة من المجتمع لقيت, في المقابل, آذانا صاغية, من خلال الخطاب الملكي ليوم تاسع مارس القاضي بإنجاز إصلاحات دستورية, وبالعفو الذي أصدره جلالته, بعد ذلك, في حق المعتقلين السياسيين. وعلى صعيد آخر, طالب السيد العنصر بضرورة تفعيل مبادئ الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية, وإرساء الجسور بين الشباب والأحزاب السياسية لكسر هوة عدم الثقة والتفاهم القائمة بينهما. ومن جهته, أبرز عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السيد ادريس لشكر أن المغرب يتميز بتعدديته, مما يستدعي تثبيت هويته العربية الأمازيغية, والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات, والفصل بين السلط حتى تتمكن كل مؤسسة من الاضطلاع بدورها كاملا. وبعد أن أشار إلى أن خطاب جلالة الملك لتاسع مارس 2011 تضمن معالجة لهذه الاختلالات, أشار السيد ادريس لشكر إلى بروز سلط جديدة إلى جانب سلطة الأحزاب , التي لا تستقيم الديمقراطية بدونها, موضحا أن الشباب المغربي عمل على بروز سلطة الرأي العام التي ستعمل مستقبلا على محاربة الفساد بكل أشكاله خاصة الفساد الانتخابي. ولإنجاح هذه الإصلاحات, أكد رئيس مركز الشروق للديمقراطية والاعلام وحقوق الإنسان, عضو اللجنة التنفيذية لحزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار, على ضرورة مشاركة الشباب وكل مكونات المجتمع في النقاشات الهادفة إلى وضع هندسة دستورية تحدد صلاحيات كل مؤسسة على حدة وتسعى الى بناء مغرب ديمقراطي. أما السيد عبد الاله البوزيدي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال, فأكد من جانبه, أن الخطاب السامي ليوم 9 مارس يعكس الإرادة السامية في إصلاحات حقيقية, مضيفا أن اطلاق سراح المعتقلين السياسيين يعتبر خطوة صادقة لتكريس هذه الإرادة . ومن جانبه, أبرز الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية السيد العربي بلقايد أن مثل هذه اللقاءات تمثل مناسبة للنهوض بوعي المواطنين, خاصة فئة الشباب التي نهجت أسلوبا حضاريا ومتميزا للتعبير عن انتظاراتها. يشار إلى هذه القافلة شكلت مناسبة للشباب من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية للتعبير عن طموحاتهم وآرائهم حول مشروع إصلاح الدستور, وأيضا للمطالبة بانتخابات نزيهة وشفافة وإجراء إصلاحات داخل الأحزاب السياسية, وذلك في أفق إعادة الثقة لدى هذه الفئة في العمل السياسي.