طوّق حوالي 5 آلاف طالب صباح يوم أول أمس الأربعاء، مقر شركة التدبير المفوض للنقل الحضري في فاس، ورددوا شعارات تطالب ب«تأميمها». وعمد المحتجّون إلى توقيف جميع الحافلات التابعة للشركة، ما أحدث اختناقا في المدينة لم تشهده من قبل.. ويعيش تدبير قطاع النقل الحضري في مختلف أحياء المدينة اختلالات كبيرة، بعدما قرر المجلس الجماعيّ، منذ أشهر، التخلص من هذا عبء وكالة النقل الحضري، التي دخلت مرحلة الإفلاس منذ سنوات بسبب تراكم ملفات سوء التدبير في مراحل سابقة تَحكّمَ خلالها النقابيون في شؤونها، ولم تفلح جميع «الحقن» من إنقاذها من الموت المحقق إلى حد العجز في أداء رواتب المستخدَمين وأداء أتعاب الشركات المتعاملة معها. لكن الشركة التي رست عليها الصفقة، في ظروف تقول بعض الجمعيات إن ملابساتها «غامضة وغير قانونية»، لم تستطع أن تخرج قطاع النقل الحضري من النفق المسدود، وعملت، حسب فئات كثيرة من مُستعمِلي الحافلات، على خلق حالة احتقان في المدينة. ولم يقتصر التصعيد ضد الشركة الجديدة على آلاف الطلبة في «جامعات أبناء الشعب» في المدينة. فقد قرر طلبة «النخبة» في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية في فاس، أيضا، الدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة، منذ 28 نونبر الأخير، بسبب أزمة النقل الحضري. وقالت إحدى الطالبات ل»المساء» إن القرار اتخذ عقب إجراء استفتاء شدّد من خلاله 80 من الطلبة المهندسين على ضرورة إيجاد حل لمشكل انعدام حافلات النقل، والتي يفترض أن تُقلّهم من الأحياء الجامعية في المنطقة الراقية «سايس» في اتجاه مقر المدرسة في حي بنسودة الشعبي. وأضاف تقرير لطلبة هذه المدرسة أنه سبق للطلبة أن دخلوا في إضراب إنذاريّ ل»حل الموضوع بشكل سلميّ وبأقل ضرر ممكن، لكن كل هذه المحاولات لم تثمر سوى وعود كاذبة وممارسة سياسة الآذان الصماء». وأشار الطلبة المهندسين إلى أن مطالبهم تتمثل في توفير حافلات النقل الخاصة إلى مقر المدرسة، علما أن بعض الطلبة يدرسون في مقر المدرسة العليا للأساتذة في حي بنسودة وآخرون في مقر المدرسة الرئيسي، المتواجد في الحي الصناعي «عين الشقف»، واتهموا الشركة بالتراجع عن هذا الأمر عندما تم قرار الخوصصة. ولا يكاد يمر يوم دون أن تشهد محطات نقل الركاب عددا من الاحتجاجات، أو تسقط الحافلات المتهالكة التي ورثتها الشركة عن الوكالة، دون أن تُجدَّد في الأسطول، عاجزة عن التحرك في أوقات الذروة في الطرقات والشوارع، ما يزيد من حالة الاختناق الذي تعيشه المدينة. وقرر آلاف الطلبة، بقيادة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، وهو الفصيل الوحيد الذي يُصعّد في احتجاجاته داخل قلعته التاريخية المركّب الجامعي «ظهر المهراز»، إخلاء الكليات الثلاث التي تتبع للمركب الجامعي، وخرج هؤلاء في مسيرات طويلة إلى عدد من الأحياء الشعبية المحيطة، تعبيرا عن غضبهم مما آلت إليه أوضاع النقل الحضري في المدينة. ويتمسك الطلاب بمطلب إرجاع الحافلات إلى الساحة الجامعية وبفسخ عقد التدبير المفوض الموقع بين المجلس الجماعي وشركة «سيتي باس»، وفتح باب الانخراط في وجه الطلبة طيلة السنة الدراسية، في أفق إلغاء البطاقة نهائيا، وتجديد الأسطول المتهالك للنقل الجامعي، طبقا لما وعدت به الشركة الجديدة دون أن تنفذه، وتوفير ثلاثة خطوط وخط مباشر بالنسبة إلى جميع أحياء المدينة الجامعية كحد أدنى، وإضافة العدد الكافي من الحافلات بجميع الخطوط، وبناء وتجهيز محطات وقوف الحافلات، مع إعادة النظر في الجدولة الزمنية لحضور هذه الأخيرة، وتوفير التذاكر المخفضة للطلبة القاطنين خارج المدينة الجامعية.