في مدينة لبروج، التقى المتهم وخليلته بالضحية الذي طلب منهما تناول الخمر بمنزله بأحد الأماكن الشعبية بالمدينة، وبعد أن لعبت الخمر برؤوسهم، قام الضحية بإزالة الغطاء عن المتهم وخليلته بعدما استسلما للنوم، بهدف الاعتداء على خليلة المتهم جنسيا، وبعد أخذ ورد تم الاعتداء على الضحية بالضرب والجرح، ولما خارت قواه وجها إليه ضربات أخرى إلى الرأس، أصيب على إثرها بنزيف حاد. ورغم سقوط الضحية أرضا بسبب ضعف قواه، قام المتهم وخليلته بشل حركته وواصلا الاعتداء عليه ووجها ضربات إليه على مستوى الرأس والصدر تسببت في تهشيم مجموعة من ضلوعه. تقدم شخص نحو الدرك الملكي بالمركز الترابي بالبروج ليشعرهم بأن أخاه قتل في ظروف غامضة غير بعيد عن منزله بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، مؤكدا أنه يحمل جروحا في وجهه ورأسه، لتنتقل بعد ذلك فرقة من المحققين إلى مسرح الحادث حيث تمت معاينة الضحية ممددا على الأرض وعاينت آثار الاعتداء على الهالك بأذنه اليسرى وجبينه، وبعد مسح أولي لمكان الجريمة باشر المحققون بحثا في الموضوع أسفر عن الاهتداء الى المشتبه فيهما اللذين كانا رفقة الضحية في إحدى الجلسات الخمرية يحتسون مسكر الحياة قرب منزل الهالك. الاستماع إلى المتهمين أفادت المتهمة عند الاستماع إليها تمهيديا بأنها احتست الخمر مع خليلها والضحية الهالك في منزل هذا الأخير، وعلى إثر سوء تفاهم بين الضحية وخليلها دخلا في نزاع تبادلا خلاله الضرب والجرح، ثم التحقا بعد ذلك بحديقة المنزل المجاورة وواصلا تبادل الضرب والجرح، ولما سقط الضحية أمرها خليلها بمساعدته في الاعتداء على الضحية، فوجهت إليه ضربتين بحجر، الأولى أصابته في الرأس والثانية أصابته في ركبته، في الوقت الذي واصل فيه خليلها الاعتداء على الضحية بضربه بحجر على رأسه إلى أن سقط مغمى عليه وأصيب بنزيف حاد، حينئذ غادر المتهم وخليلته المكان تاركين الضحية مضرجا في دمائه. رواية المتهمة أكدها خليلها، والذي أفاد بأنه كان رفقة خليلته حينما وقع النزاع المذكور الذي تطور إلى تبادل للضرب والجرح انتهى بإصابة الضحية بجروح بليغة ونزيف حاد كان كافيا لإسقاطه أرضا دون حراك. شقيق الضحية، الذي أشعر عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بالبروج بالحادث، أوضح للمحققين أنه يقيم على بعد كيلومترين من بيت أخيه الهالك، الذي أقدم على تطليق زوجته التي أنجب منها ابنا غادر المغرب في اتجاه الديار الإيطالية، الأخ المكلوم لم يعلم بوفاة أخيه الضحية إلا صباح اليوم الموالي بعد شيوع الخبر في الدوار وعلم بأن المتهمين المعنيين هما من قاما بقتل أخيه. شهود أفاد أحد شهود الحادث بأنه شاهد الضحية الهالك يحتسي الخمر مع أشخاص آخرين في حظيرة منزله بعد زوال يوم الحادث، قبل مغادرته للسفر نحو مدينة الدارالبيضاء، وفي صباح اليوم الموالي أشعر بموت الضحية بعد أن تم قتله من طرف المتهم وخليلته، بينما أكد شاهد آخر أن الفعل الإجرامي بالاعتداء على الضحية وقتله وقع تحت جنح الظلام. شاهد آخر أفاد بأنه تناول الطعام مع المتهمين والضحية وغادر المنزل زوال يوم الحادث ولم يجالس البقية من أجل احتساء الخمر ولم يعاين أحداث الجريمة. اعتراف اعترف المتهم بتعاطيه الفساد مع خليلته، مفيدا أنه كان ليلة الحادث في جلسة خمرية رفقة الهالك وأشخاص آخرين انصرفوا إلى حال سبيلهم، ثم أحضر شخص يلقب بشارلو أقراصا مخدرة تناول بعضها ومزج بعضها الآخر بمسكر الحياة، ثم عرض عليه الضحية أن يقضي هو وخليلته الليل في منزله، وحين استسلم المتهم للنوم أزاح الضحية عنهما الغطاء ودخل في نزاع مع خليلة المتهم، وتعدى ذلك بأن حاول الاعتداء عليها جنسيا، وبعد أن لاحظت أن الضحية بالغ في ذلك وأن نيته كانت في الاعتداء عليها أيقظت خليلها، ولما نهض لمحاولة معرفة ما يجري تلقى ضربة بواسطة كأس في عينه اليسرى، فخرج الضحية وتعقبه المتهم والتقط حجرا ورشقه به فأصابه في رأسه، كما أصابته خليلته بحجر آخر في الرأس قبل أن يسقط مغمى عليه، وبعدما لاحظا أن المتهم سقط دون حراك غادر المتهم وخليلته مسرح الجريمة تاركين الضحية مضرجا في دمائه. حكم بالسجن
تم تقديم المتهمين إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية مدينة سطات بتهمة القتل العمد والفساد والسكر العلني، قبل أن يقرر ممثل الحق العام إحالتهما على أنظار قاضي التحقيق لإجراء تحقيق في الموضوع انتهى بإحالتهما على غرفة الجنايات الابتدائية ومتابعتهما بالتهم المنسوبة إليهما، وتم إصدار حكم في حقهما بالسجن 15 سنة لكل واحد منهما، بعد مناقشة القضية ظروفها وملابساتها واقتناعها، استنادا إلى اعتراف المتهمين وإلى نتيجة التقرير الطبي، بأن ما توبع به المتهمان ثابت في حقهما ويتعين إدانتهما من أجله وهو الحكم الذي أيدته غرفة الجنايات الاستئنافية فيما بعد .