في ليلة من ليالي مارس الدافئة، وفي منزل بحي العمارشة التابع للنفوذ الإداري للبروج جلس ثلاثة أشخاص لاحتساء الخمر، كانت الأمور تسير بشكل هادئ قبل أن تلعب الخمر برأس أحد الندماء، الذي كانت رفقته خليلته، ويتحول الكلام النابي الذي دار بينهما إلى اشتباك بالأيدي، ويقوم الجاني على إثره بضرب الضحية بواسطة حجر على مستوى رأسه، سقط بعدها مغمى عليه قبل أن يتلقى جسمه مزيدا من الضربات من قبل المتهم وخليلته، مما تسبب له في نزيف دموي حاد في رأسه، وبعد أن لاحظا توقف حركات الضحية غادر المتهم وخليلته منزل الهالك متسللين في جنح الظلام تاركين وراءهما الهالك جثة هامدة. أشعرت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لمدينة البروج بالجريمة من طرف أخ الضحية الذي علم بالحادث في اليوم الموالي، وأكد للضابطة القضائية أن الهالك قتل في ظروف غامضة قرب مسكنه بحي العمارشة وأنه يحمل جرحا في وجهه ورأسه. على إثر ذلك باشرت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع، فانتقلت إلى مكان الحادث لمعاينة جثة الضحية وآثار الاعتداء عليها، وجمع المعلومات التي من شأنها أن تفيد المحققين في فك لغز الجريمة، التحريات الأولية خلصت إلى أن المتهميْن كانا مع الضحية في جلسة خمرية يحتسون الخمر قرب منزله، فانتقلت وعاينت آثار الاعتداء الذي تعرض له الهالك بالضرب على مستوى الأذن اليسرى والجبين. سوء تفاهم عند الاستماع إلى المتهمة (خ) تمهيديا، أفادت بأنها احتست الخمر مع كل من خليلها والضحية في منزل هذا الأخير، وعلى إثر سوء تفاهم بين الضحية والمتهم( ه) دخل الطرفان في نزاع تبادلا خلاله الضرب والجرح، مضيفة أن فعل الاعتداء تكرر عندما التحق الطرفان بحديقة المنزل وواصلا تبادل الضرب والجرح، ولما سقط الضحية أمرها خليلها بأن تساعده في الاعتداء عليه فوجهت إليه ضربتين بحجر، الأولى أصابته في الرأس والثانية في الركبة، فيما واصل خليلها الاعتداء على الضحية بالضرب بحجر على رأسه إلى أن أصيب بنزيف حاد فغادرا المنزل، مؤكدة أنها كانت تمارس الجنس مع خليلها، وهي التصريحات التي لم يجد المتهم بدا من تأكيدها وعدم نفيها. شهود باستثناء أخ الضحية الذي يقيم على بعد كيلومترين من منزل الهالك، الذي أكد أنه لم يعلم بوقوع الجريمة إلا في صباح اليوم الموالي وقام بالاتصال بعناصر الدرك الملكي، موضحا أن أخاه الهالك كان يعيش وحيدا بعد أن أقدم على تطليق زوجته التي أنجب منها طفلا يقطن بالديار الإيطالية، فإن شهود الجريمة أكدوا خلال تقديم إفاداتهم للضابطة القضائية في الموضوع أن المتهمين كانا آخر من كان مع الضحية قبل أن يشاع خبر تعرضه للقتل، ومن بينهم شاهد من سكان الدوار الذي أكد أنه رأى الضحية يحتسي الخمر مع أشخاص آخرين في حظيرة منزله زوال يوم الحادث، وصباح اليوم الموالي علم بخبر موت الضحية بعد أن تم قتله من طرف المتهم(ه). وهو الشيء الذي أكده شاهد آخر بعدما عاين الندماء يحتسون الخمر ليلا بمنزل الهالك. شاهد آخر أكد أنه تناول وجبة الغداء مع المتهمين والضحية وغادر المنزل زوال يوم الحادث ليعلم بعدها أن الهالك قضى في حادث بمنزله. بداية النزاع عند استنطاق الضابطة القضائية للمتهم (ه) أجاب بأنه احتسى كمية من الخمر رفقة خليلته والضحية، فاعتدى عليه هذا الأخير بالضرب فرد عليه بضربتين بحجر على رأسه، معترفا بكونه يمارس الجنس مع خليلته. وعند استنطاقه تفصيليا، أفاد بأنه بعد جلسة خمرية جمعته بخليلته والضحية وبعض الأشخاص الآخرين، وبعد انصراف هؤلاء، حضر شخص يدعى «شارلو» وبمعيته أقراص مخدرة تناول بعضها ومزج البعض الآخر بمسكر ماء الحياة ثم عرض عليه الضحية أن يقضي هو وخليلته الليل في منزله ثم استسلم للنوم، فحضر الضحية إلى المكان الذي كان فيه المتهم نائما بجانب خليلته وأزاح عنهما الغطاء ودخل في نزاع مع خليلة المتهم، وحاول الاعتداء عليها جنسيا، فأيقظت الخليلة المتهم ولما نهض تلقى ضربة بواسطة كأس في عينه اليسرى، فخرج الضحية وتعقبه والتقط حجرا رماه به فأصابه في رأسه كما أصابته خليلته بحجر آخر في الرأس ثم غادرا المنزل. فيما أكدت المتهمة (خ) أنها كانت في حالة سكر وأنها رشقت الضحية بحجر أصابه في رأسه وفخذيه، مبرزة أنها أمسكت بقدمي الضحية فيما كان خليلها يمسكه من شقه العلوي، ثم انصرفت إلى حال سبيلها بعد أن اعتدى خليلها على الهالك بضربه بحجر على مستوى الرأس. 15 سنة وراء القضبان بعد إحالتهما على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات من طرف الضابطة القضائية بالمركز الترابي للبروج، وبعد التحقيق الذي باشره قاضي التحقيق في الموضوع تمت إحالة ملف القضية على غرفة الجنايات الأولى, ليدرج بعدها ملف النازلة في عدة جلسات أحضر فيها المتهمان في حالة اعتقال، وأشعرا بالتهم المنسوبة إليهما فاعترف المتهم (ه) بالسكر البين فيما أنكر الفساد، موضحا أن المتهمة كانت نائمة بجانبه وحاول الضحية الاعتداء عليها جنسيا فضربه بواسطة حجر، فيما اعترفت المتهمة (خ) بأنها ضربت الضحية ضربة واحدة وكانت لحظتها غير واعية دون أن تكون لكليهما نية قتل الضحية أو إصابته بمكروه. التمست النيابة العامة خلال جلسة المحاكمة الإدانة طبقا لفصول المتابعة، وطالب دفاع المتهمة بإعمال الفصلين 124و416 من القانون الجنائي واحتياطيا بتمتيع المتهمين بظروف التخفيف وإعادة تكييف التهمة من جناية القتل العمد والفساد والسكر العلني إلى جنحة الضرب والجرح بالسلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، وبعد مناقشة القضية، ظروفها وملابساتها، قررت هيئة المحكمة بغرفة الجنايات الأولى مؤاخذة المتهمين بما نسب إليهما والحكم على كل واحد منهما بخمس عشرة سنة سجنا نافذا.