برأت استئنافية سطات شخصا كان قد توبع بتهمتي الضرب والجرح بالسلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه. وكان المتهم من بين أربعة أشخاص وجهت إليهم الضابطة القضائية الاتهام بارتكاب الجناية. وقد قضت المحكمة في وقت سابق بعدم متابعة الثلاثة الأوائل، حيث ثبت أن إجراءات التحقيق لم تسفر عن قيام أدلة كافية تتوجب متابعتهم، فيما بقي المتهم الرئيسي(خ.س) متابعا بذلك حتى قضت غرفة الجنايات بتبرئته من التهمة الموجهة إليه. وتعود وقائع الحادث إلى تاريخ27 أكتوبر2008حين أشعر درك سطات بضرورة الانتقال إلى دوار لكنينات جماعة التوالت لمعاينة جثة رجل. وبعين المكان وجدوا الضحية ممددا على ظهره، ويحمل جروحا ظاهرة على الوجه، خاصة على الأنف والصدر والعنق، وكذا حروقا. ويتعلق الأمر ب(ج.ح). وعند الاستماع إلى والد الضحية أفاد بأنه التقى بابنه الضحية في سوق قيصر مع المسمى زهير ومنذ ذلك الوقت فقد الاتصال به. وحاول أخ الضحية الاتصال به ثلاثة أيام بعد ذلك، لكن دون جدوى، إلا أن عائلته أشعرت بعد ذلك من طرف رجال الدرك الملكي بالعثور على جثة بناحية أولاد بوزيري. وعند الاستماع إلى أخ الهالك عزيز، أجاب بأن أخاه كان يعمل في بساتين الجزر مع صديقه زهير، الذي كان آخر شخص شاهده. وعند الاستماع إلى صديقه أفاد بأنه احتسى مع الهالك كأس شاي في إحدى المقاهي بمركز قيصر رفقة المسمى سعد الدين، ثم توجها إلى مدينة سطات وربطا الاتصال بإحدى الفتيات لممارسة الجنس، إلا أنها اعتذرت عن ذلك، فالتحقا بسوق «لابيل في» واشتريا كمية من «ماء الحياة» واحتسيا قرب وادي بنموسى ثم عادا إلى مركز قيصر وركبا سيارة أجرة نقلتهما إلى الدوار وهناك ودع الضحية. وأكد صاحب السيرك من خلال الاستماع إليه وعرض صورة الضحية عليه، وجود هذا الأخير بالمكان مساء يوم السبت 25 أكتوبر2008 مع بعض زملائه، وكان من بينهم المدعو فريمة، الذي كان في حالة سكر، والذي انتزع قضيبا حديديا وأخذ يلوح به فأصاب الضحية في فمه بقوة ثم غادر الجميع مكان الحادث. وعند الاستماع إلى المتهم الرئيسي (خ.س)أفاد انه توجه إلى السيرك المتنقل بعد تناوله رفقة أصدقائه وجبة الغداء واحتسوا كمية من الخمر، فدخل في نزاع مع عدة أشخاص هناك، فتسلح بعمود خاص بإحدى سيارات السيرك وأصاب أحد مساعدي مسير السيرك في رأسه، ثم انتابه غضب شديد وأخذ يلوح بالعمود يمينا وشمالا، إلا أنه لم يعد يتذكر عدد الأشخاص الذين أصيبوا وقتئذ. كما أصاب صديقه خالد في وجهه وأصاب أخاه بنداود في أنفه، ثم فر في اتجاه منزلهم. وأفاد الشاهد عبد القادر بأنه هو الذي أشعر مقدم القبيلة بمكان الجثة في المكان المعروف ب«الصخرة المعرضة» قرب الحدود الفاصلة بين التوالت وقيصر، إلا أنه لا يستطيع الجزم بما إذا كانت واقعة القتل حديثة العهد أو قديمة بدليل أن الجثة لم تكن تحمل دما وقتئذ وأن الضحية كان يحمل آثار ضربة على الفم من الجهة اليسرى وآثار ضربة على الصدر. وأضاف أنه لم يعاين آثارا للجر أو العجلات وأن المكان عبارة عن منطقة صخرية لا يمكن الوصول إليها بواسطة ناقلة. وأفادت المطالبة بالحق المدني بأنها لم تشاهد الأحداث التي كان ابنها حسن ضحية لها، إلا أنها كانت تشك في أحدهم لسبب وحيد هو أن ابنها الضحية رفض مواصلة العمل لديه فتوعده بالانتقام، وبعد مرور 15 يوما قتل ابنها، وهذا ما أكده والد الضحية الذي أفاد بأن المشغل هدد ابنه وانتزع منه هاتفه المحمول عندما رفض أن يواصل عمله معه. وفي تصريحه، أجاب المتهم (خ.س) بأنه لم يعتد على الضحية ولا يعرفه وأن الشخص الذي أصيب في فمه بالسيرك المتنقل ليس الضحية، وإنما المسمى خالد.