اتجه المتهم رفقة ابنته صوب منزل أحد جيرانه لمعاتبته على تصرف ابنه الذي اعتدى على ابنه الأصغر، وقبل الوصول إليه تمت مهاجمته من طرق الضحية وابنيها، اللذين كانا يحملان عصا ومنشارا، فهرب ابنه القاصر بعدما عاين الموقف وترك والده يتبادل مع الجماعة الرشق بالحجارة، حيث أصاب الضحية في رأسها بحجر. تقدم أحد الأشخاص إلى مركز الدرك الملكي ليفيد بأن والدته تعرضت للضرب والجرح من طرف أحد ساكنة الدوار، وأنه تركها ملقاة على الأرض تنزف دما، وبعد انتقال عناصر من الضابطة القضائية إلى عين المكان وجدت الضحية ممددة على بطنها مغمى عليها، ويظهر عليها جرح في رأسها، كما كان ابنها يحمل جروحا في رأسه والدماء تنزف منه. بحث وتحر بعد نقل الضحية على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى تم فتح تحقيق في الموضوع، استهلته عناصر الضابطة القضائية بالاستماع إلى ابن الضحية، الذي أفاد بأنه تشاجر يوم الحادث مع ابن المتهم حول درهمين سبق أن أقرضهما له، وعلى إثر ذلك دفعه حتى سقط على الأرض فتوجه إلى منزلهم وأحضر والدته وأخته التي كانت تحمل عصا، فتراشق مع المتهم بالحجارة وهرب نحو منزلهم حيث تعقبه الأب وانهال على الباب بالرشق بالحجارة وغادر المكان، آنذاك خرج أخوه وتبعته والدته الضحية ثم تبادلوا السب والشتم، وقامت ابنة المتهم بمد والدها بعصا هوى بها على راس ابن الضحية (ع) وضرب بها الضحية حتى سقطت بدورها مغمى عليها ثم هربا في اتجاه منزلهما. محضر الاستماع استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى ابن الضحية (ع) الذي أكد أن المتهم ضربه بعصا في رأسه حتى فقد توازنه، ولما استعاد قواه وجد أمه ساقطة على الأرض لا تتحرك ولم يعلم من اعتدى عليها، واستمعت الضابطة إلى القاصر (م) ابن المتهم، والذي أفاد بأن ابن الهالكة (م) طلب منه بخمسة دراهم، ولما رفض صفعه فأخذ يبكي وتبادل معه الرشق بالحجارة، وعندما حضر والده تقدم نحو المعتدي الذي تبادل معهم الرشق بالحجارة فأصابت إحداها أخته. واستمعت الضابطة إلى صاحب دكان قريب تابع الشجار الذي جرى، فأكد أنه شاهد (خ) تأخذ عصا من كومة الحطب الموجودة قرب الفرن وضربت بها الضحية، ثم قام والدها بضرب نفس الضحية بحجر على رأسها حتى سقطت مغمى عليها. نزاع ورشق بالحجارة عاد المتهم من السوق الأسبوعي فوجد ابنته (خ) تقف بالقرب من باب المنزل، فأخبرته بأن أخاها دخل في شجار مع شخص يكبره سنا، فتوجه نحوهما ليجد ابنه يبكي مخبرا إياه بأن المعتدي طلب منه نقودا، وعندما كان متجها إلى منزل ذلك الشخص للشكوى من والديه فوجئ بالأخير برفقة أخيه الأكبر مسلحين بمنشار وعصا، وشرعا في رشقه بالحجارة، فأصاباه في مرفقة الأيسر وفي ظهره، فبادلهما الرشق بالحجارة، عندئذ ساندتهما أمهما الضحية فهرب ابنه وبقي وحده يتبادل الرشق، كما هربت ابنته التي كانت خلفه بعد أن أصيبت في ظهرها، وقتئذ أخذ حجرا متوسط الحجم وحاول أن يضرب أحد ابني الضحية، لكنه أخطأهما وأصاب أمهما في رأسها حتى سقطت أرضا فهرب هو الآخر نحو منزله وأغلق الباب بينما تابع المعتديان رشق الباب بالحجارة. ابنة المتهم أكدت أنه بعد الاعتداء على أخيها حضر والدها وتوجه نحو منزل المعتدي، بينما كانت هي تسير خلفه، فحضر المعتدي رفقة أخيه وكانا مسلحين بعصا ومنشار ووالدتها تحمل الحجارة، وبعد تبادل الرشق بالحجارة أصيبت في ظهرها فهربت نحو المنزل وسمعت خلفها أحد أبناء الهالكة وهو يقول قتلت أمي ولما التفتت شاهدت الضحية ممدة أرضا والناس ملتفين حولها. تحقيق خلال أطوار التحقيق أكد المتهم أنه اتجه صوب منزل عائلة المعتدي للشكوى من تصرف ابنها الذي اعتدى على ابنه الأصغر، وقبل الوصول إليه تمت مهاجمته من طرف الضحية وابنيها اللذين كانا يحملان عصا ومنشارا، فهرب ابنه القاصر وتبادل هو مع الجماعة الرشق بالحجارة وعاد إلى منزله دون أن يعلم بإصابة الضحية. صاحب الدكان أثار انتباهه المتهم وهو يطارد ابن الهالكة (م) إلى أن اختفيا عن الأنظار بأحد الأزقة، وبعدها شاهد المتهم ع يعود وتتعقبه الضحية وهما يتبادلان السب والشتم، وحضرت لحظتها ابنة المتهم (خ) التي تسلحت بعصا من أمام الفرن وضربت بها الضحية على صدرها، وعلى بعد حوالي 5 أمتار رشق المتهم الضحية فأصابها في رأسها حتى سقطت على الأرض مغمى عليها. حكم بالسجن خلال أطوار المحاكمة اعترف المتهم بأنه تبادل الرشق بالحجارة مع خصومه بعدما أصيب بحجر، فأصيبت الضحية بحجر تسبب لها في رضوض بالجمجمة نتج عنها نزيف داخلي حسب تقرير الطبيب الشرعي وكانت سببا في وفاتها. بعد استعراضها لظروف القضية وملابساتها والظروف المحيطة بها، وبعد الاستماع إلى مجموعة من الشهود في القضية، التي توبع فيها المتهم بتهمة الضرب والجرح العمديين بالسلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، في الوقت الذي توبعت فيه ابنته بالمساهمة في الضرب والجرح بالسلاح المؤديين الى الموت دون نية إحداثه، قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بمدينة سطات بمؤاخذة المتهم (ع) بالمنسوب إليه والحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا وبأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا إجماليا قدره عشرون ألف درهم، ولفائدة والدة الهالكة تعويضا مدنيا إجماليا قدره عشرة آلاف درهم ولفائدة كل واحد من أبنائها تعويضا مدنيا قدره عشرة آلاف درهم.