بقلم : عبد الرحمان مسحت كانا صديقين، جمعتهما" بلية" الخمر والمخدرات، ولكنهما رضيا بواقعهما واستمرت علاقتهما، حتى كان ذلك اليوم المشؤوم الذي سيلقى فيه احد الصديقين حتفه على يد صديقه. بسبب طلب الضحية سيجارة. لكن الأمور تطورت إلى ما لا تحمد عقباه. فماذا حدث بالضبط؟ وكيف حصلت الجريمة ؟ وما الذي دفع بالجاني إلى محاولة إخفاء معالمها؟ وماذا قالت العدالة في حق المتهم؟ لنتابع أطوار هذه الجريمة النكراء التي اهتز لها الرأي العام المحلي بخريبكة أخيرا ؟ اعترافات الجاني التفصيلية صرح الجاني( ي- س)، في محضر أقواله، انه تعرف على الهالك( ا- ل)، منذ سنة 2007 بصفته واحدا من أبناء حيه، بالإضافة إلى ذلك، فقد كان يتردد على منزل خاله( م- م)، المعروف بسوابقه في ميدان الاتجار في الخمور بدون رخصة. وتوطدت العلاقة بينهما، وأصبحا يحتسيان الخمر معا، كما أنهما سبق لهما أن قضيا عقوبة حبسية من اجل السرقة. لكن علاقتهما تغيرت وأصابها نفور واضح، بعدما أصبح الهالك يستعمل لصاق" السلسيون"، فمنعت عائلة المتهم ابنها من مرافقته. وفي يوم الحادث، بينما كان الجاني متجها نحو خاله لإحضار بعض الأقراص التي يستعملها خاله، نظرا لان جدته تعاني مغصا في بطنها. وفي طريقه صادف الهالك الذي طلب منه سيجارة، إلا انه لم يعره أي اهتمام، نظرا لأنه كان في حالة تخدير. وبمجرد صعوده درج منزل خاله، فوجئ بالهالك يتعقبه من الخلف ويلح على مده بسيجارة. كما انه استفزه بطلبه هذا، فأقدم على دفعه نحو الخلف ليبتعد عنه، ونظرا لحالة التخدير التي كان عليها، فقد فقد توازنه وسقط من على الدرج، غير أن الجاني لم يعر الأمر أي اهتمام، اعتقادا منه أن سقوطه هذا لن يكون له أي خطورة. وبعد أن تسلم القرص من خاله، واقفل راجعا، تفاجأ بالهالك ساقطا على مشارف الدرجين الموالين لباب المنزل الرئيسي، مدرجا في دمائه، فحاول مساعدته في النهوض، غير انه طلب منه تركه وشانه، فنهض بمشقة وقصد منزل ذويه، كما غادر هو أيضا منزل خاله، دون أن يشعر أفراد عائلته بما جرى، أو يقوم بمد المساعدة إليه. لكن في اليوم الموالي، وصل إلى علمه أن المعني بالأمر في حالة خطيرة، وانه تم نقله إلى إحدى المستشفيات بالدار البيضاء، فانتابه خوف فاخبر خاله وزوجته وباقي أفراد أسرته بما جرى، فقاموا بإزالة آثار الدماء التي كانت عالقة بالدرج، وذلك من اجل محو آثار الجريمة. لكن مخاوفه ازدادت بعد أن شاع خبر وفاته، سيما أن والدة الهالك، سبق أن سالت الجانب واستفسرته عن ظروف إصابة ابنها، فادعى جهله بالأمر، لكنه اعترف أن حالة السكر التي كان عليها أفقدته صوابه دون أن يفكر في عواقب الأمور. إفادات بعض الشهود عند الاستماع لخال الجاني، أكد انه يعرف الهالك، وانه كان يتردد على منزله، ويساعده في ترويج الخمور ومسكر الحياة، هو وقريبه الجاني، بالإضافة إلى زوجته التي تقوم أيضا بذلك، في حال إذا كان هو بالسجن. موضحا انه بتاريخ الواقعة، حضر إلى منزله ابن أخته، وطلب منه مده بقرص لان والته تعاني من مغص في بطنها، فزوده بها وانصرف لحال سبيله، فاستسلم للنوم. وفي اليوم الموالي، التقى بأم الهالك، أخبرته أن ابنها تعرض لاعتداء من طرف شخص مجهول، فاخبرها بعدم معرفته بذلك. وعند الاستماع ل( ف- ل)، صرحت أنها ليلة الحادث لم تكن بمنزل زوجها، موضحة أنها وبعد أن أطلعها قريب زوجها الجاني بما حدث، قامت هي وزوجها بتنظيف آثار الدم التي كانت عالقة بدرج منزلها، ظنا منهما أنهما سيبعدان الشبهات. أما والدة الهالك فقد صرحت، أنها صبيحة الحادث، وجدت ابنها نائما، وعندما أزاحت عنه الغطاء، لاحظت آثار الدم على مستوى شعر رأسه من الجهة اليسرى، وجرحا على مستوى حاجب عينه أيضا، فاستفسرته لكنه لم يجبها، فنقلته إلى المستشفى الإقليمي، لكن الطبيب أشار عليها بنقله إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، لكنه فارق الحياة فيه. كما أنها ذهبت إلى منزل ( م-م)، خال الجاني للاستفسار عن الاعتداء الذي تعرض له ابنها، فالتقت ب( م-م)، و( ي-س) الجاني، و الزوجة( ف-ل)، وعند استفسارهم، بدا عليهم الارتباك، متهمة ( م- م)، بقتل ابنها. إدانة المتهمين وثبوت المنسوب إليهم حيث إن التحقيق قد جرى مع المطلوبين حول اقترافهم الأفعال المنسوبة إليهم، والمسطرة بصك ملتمس فتح تحقيق والملتمس النهائي للسيد الوكيل العام للملك، وحيث إن الجاني اعترف في محضر استجوابه ، بأنه كان في حالة سكر عندما قام بدفع الهالك نحو الخلف ، وبان حالة السكر التي كان عليها الهالك سهلت سقوطه، وبأنه وجده مضرجا في دمائه بعد عودته من عند خاله. وبما أن الإصابة التي تعرض لها الضحية نتج عنها وفاته حسب تقرير التشريح الطبي. وحيث اعترف خال الجاني عند استنطاقه، بتعاطيه للاتجار في مسكر الحياة بدون رخصة وأنكر باقي المنسوب إليه، في حين أنكرت الزوجة كل ما نسب إليها جملة وتفصيلا. وحيث إن المعطيات المفصلة دليل كاف على الجريمة، فقد توبع المتهم الرئيسي ( ي-س)، بجناية الضرب والجرح العمدين والإيذاء المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، والسكر العلني البين وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر طبقا لمقتضيات الفصول: 403-299- و431 والفصل من المرسوم الملكي المؤرخ في 14/11 /1967. وبمتابعة ( م-م)، و( ف-ل)، من اجل الاتجار في مسكر الحياة بدون رخصة وعدم التبليغ بوقوع جريمة، وإزالة وإخفاء معالم الجريمة طبقا لمقتضيات الفصول: 431 و 499 من القانون الجنائي، والمادة 58 من قانون المسطرة الجنائية وقرار 17/ 7 / 1967 وظهير 9/ 10/ 1977.